الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      :

                                                                                                                                                                                                                                      تقدم القول في لا أقسم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : بلى قادرين على أن نسوي بنانه : نصب {قادرين} على الحال من الفاعل المضمر في الفعل؛ التقدير : نجمعها قادرين .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح الميم والفاء من {المفر} ؛ فهو مصدر بمعنى : الفرار ، ومن فتح [ ص: 543 ] الميم ، وكسر الفاء؛ فهو الموضع الذي يفر إليه ، ومن كسر الميم ، وفتح الفاء؛ فهو الإنسان الجيد الفرار؛ فالمعنى : أين الإنسان الجيد الفرار؟ ولن ينجو مع ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      إلى ربك يومئذ المستقر : {المستقر} : مرفوع بالابتداء ، أو بالظرف ، و {يومئذ} في الوجهين متعلق به ، ومعمول له ، إلا أن الرفع بالابتداء يكون في الظرف ذكر له ، ولا يكون في الرفع بالظرف في الظرف شيء ، وكذلك القول في : إلى ربك يومئذ المساق ، ولا يجوز أن يتعلق حرف الجر ولا ظرف الزمان بالمصدر؛ لتقدمهما عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      بل الإنسان على نفسه بصيرة : إن قدر {الإنسان} هو البصيرة؛ فارتفاعه بأنه خبر المبتدأ؛ والتقدير : بل الإنسان بصيرة على نفسه؛ أي : شاهد عليها ، وإن قدرت (البصيرة) جوارحه؛ ارتفعت (البصيرة) بالظرف ، أو بالابتداء ، والراجع إلى المبتدأ الأول الذي هو {الإنسان} الهاء في {نفسه} .

                                                                                                                                                                                                                                      ودخول الهاء في {بصيرة} إذا جعلت خبرا عن {الإنسان} للمبالغة ، أو للحمل على المعنى؛ لأن معنى {بصيرة} : حجة .

                                                                                                                                                                                                                                      تظن أن يفعل بها فاقرة : {تظن} : بمعنى : توقن ، و {أن} : هي الناصبة للفعل ، [ ص: 544 ] ولا تكون المخففة من الشديدة ، ويرفع الفعل بعدها؛ إذ ليس بينها وبين الفعل ما يكون عوضا .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية ، وعددها في الكوفي : أربعون آية ، وفي بقية العدد : تسع وثلاثون آية ، عد الكوفي : لتعجل به [16] .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية