الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويطاف عليهم بآنية من فضة : قال مجاهد : هي في بياض الفضة ، وصفاء القوارير .

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض أهل التأويل : في ذلك دليل على أن أرض الجنة من فضة؛ إذ المعهود في الدنيا اتخاذ الآنية من الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قدروها تقديرا : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : أتوا بها على قدر ريهم ، بغير زيادة ولا نقصان؛ والمعنى : قدرتها الملائكة التي تطوف عليهم ، وعن ابن عباس أيضا : قدروها على قدر ملء الكف .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 550 ] وقيل : المعنى : قدرها أهل الجنة قبل أن تجيء بصفة ، فكانت كما قدروا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا : هذا على ما تستعمله العرب من ضرب المثل بالخمر إذا مزجت بالزنجبيل .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة : (الزنجبيل) : اسم العين التي يشرب منها المقربون صرفا ، وتمزج لسائر أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : عينا فيها تسمى سلسبيلا : (السلسبيل) : الشراب السهل اللذيذ ، وهو (فعلليل) ، من (السلاسة) في المعنى .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة : المعنى : سلسة ، منقاد ماؤها حيث شاؤوا .

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : المعنى : شديدة الجري .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هو اسم العين ، وأجري؛ لأنه رأس آية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإذا رأيت ثم أي : إذا نظرت ثم ، وقال الفراء : إذا نظرت ما ثم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 551 ] وقوله : وملكا كبيرا : قال الثوري : بلغنا أنه تسليم الملائكة عليهم ، وفي خبر عن النبي عليه الصلاة والسلام : "أن الملك الكبير هو أن ملك أدنى أهل الجنة مسيرة ألفي عام" ، قال : "وإن أفضلهم لينظر في وجه ربه تعالى في كل يوم مرتين" .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وسقاهم ربهم شرابا طهورا : قال أبو قلابة : هو إذا شربوه بعد أكلهم؛ طهرهم ، وصار ما أكلوه وما شربوه رشح مسك ، وضمرت بطونهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا أي : لا تطع من أثم ، ولا من كفر ، ودخول {أو} يوجب ألا يطيع كل واحد منهما على انفراده ، ولو قال : ولا تطع منهم آثما وكفورا؛ لم يلزم النهي إلا باجتماع الوصفين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 552 ] وقوله : واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ، إلى قوله : وسبحه ليلا طويلا : قال ابن زيد ، وغيره : هو منسوخ بالصلوات الخمس ، وقيل : هو ندب ، وقيل : هو مخصوص للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تقدم القول في مثله في (المزمل) [2- 4] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن حبيب : المراد به : الصلوات الخمس ، فـ {بكرة} : الصبح ، و {وأصيلا} : الظهر ، والعصر ، وقوله : ومن الليل فاسجد له : المغرب ، والعشاء ، وقوله : وسبحه ليلا طويلا : قيام الليل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويذرون وراءهم يوما ثقيلا أي : أمامهم ، وقيل : المعنى : ويذرون خلف ظهورهم العمل ليوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : نحن خلقناهم وشددنا أسرهم : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : أي : خلقهم ، أبو هريرة : مفاصلهم ، ابن زيد : (الأسر) : القوة؛ وقيل : المراد به : موضع خروج الحدث ، واشتقاقه من (الإسار) ؛ وهو القد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا أي : قوما من جنسهم في الخلق مخالفين لهم في العمل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن هذه تذكرة يعني : الآي ، وقال قتادة : السورة ، ويحتمل أن يكون المعنى : إن هذه العظة ، أو القصص ، أو الأمثال .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 553 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية