ثم دنا فتدلى .
[8] ثم دنا قرب جبريل من محمد فتدلى زاد في القرب، والأكثرون على أن هذا الدنو والتدلي منقسم بين جبريل -عليه السلام- ومحمد -صلى الله عليه وسلم- أو مختص بأحدهما من الآخر، أو من سدرة المنتهى. [ ص: 435 ]
وقال ابن عباس: "هو محمد دنا وتدلى من ربه".
وحكي عن ابن عباس أيضا: "هو الرب دنا من محمد، فتدلى إليه; أي: أمره وحكمه".
قال القاضي أبو الفضل -رضي الله عنه- في كتاب "الشفا": فاعلم أن ما وقع في إضافة الدنو والقرب من الله أو إلى الله، فليس بدنو مكان ولا قرب حدا، بل كما ذكرنا عن جعفر الصادق: "فليس بدنو حد، وإنما دنو النبي من ربه وقربه منه إبانة عظيم منزلته، وتشريف رتبته، وإشراق أنوار معرفته، ومشاهدة أسرار غيبه وقدرته، ومن الله تعالى له مبرة وتأنيس، وبسط وإكرام". [ ص: 436 ]


