واعلم أن الصلاة قد يحسب بعضها ، ويكتب بعضها دون بعض كما دلت الأخبار عليه وإن كان الفقيه يقول : إن الصلاة في الصحة لا تتجزأ ولكن ذلك له معنى آخر ذكرناه وهذا المعنى دلت عليه الأحاديث إذ ورد جبر نقصان الفرائض بالنوافل  وفي الخبر قال عيسى  عليه السلام يقول الله تعالى : بالفرائض نجا مني عبدي ، وبالنوافل تقرب إلي عبدي وقال النبي صلى الله عليه وسلم :  " قال الله تعالى : لا ينجو مني عبدي إلا بأداء ما افترضته عليه وروي " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فترك من قراءتها آية فلما انفتل قال : ماذا قرأت ؟ فسكت القوم فسأل  أبي بن كعب  رضي الله عنه فقال : قرأت سورة كذا ، وتركت آية كذا ، فما ندري أنسخت أم رفعت ؟ فقال أنت لها يا أبي ، ثم أقبل على الآخرين ، فقال : ما بال أقوام يحضرون صلاتهم ، ويتمون صفوفهم ، ونبيهم بين أيديهم لا يدرون ما يتلو عليهم من كتاب ربهم ألا إن بني إسرائيل كذا فعلوا فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن قل لقومك : تحضروني أبدانكم ، وتعطوني ألسنتكم ، وتغيبون عني بقلوبكم باطل ما تذهبون إليه . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					