الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إذ كان قرة عينه فيها صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


ثم قال المصنف: (إذا كان -صلى الله عليه وسلم- قرة عينه فيها) ، وعبارته هذه منتزعة من القوت، قال: أرحنا بلال، أي: بالصلاة، أي: أرحنا إليها نعمنا بها من الروح والراحة إليها، يقال: أرحنا بالشيء، أي: روحنا به، وأرحنا منه، أي: أسقطه عنا، وخفف عنا منه، ولم يقل: أرحنا منها كيف وقرة عينه بها؟ اهـ .

وقد أشار بذلك إلى الحديث [ ص: 138 ] المشهور: "حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة". كما رواه أحمد في كتاب الزهد والنسائي، والحاكم والبيهقي عن أنس رضي الله عنه، وسيأتي الكلام على تخريج هذا الحديث، وما يتعلق به من الإشارات حيث يذكره المصنف إن شاء الله تعالى، وإنما كان قرة عينه -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة لكونها محل المناجاة، ومعدن المعافاة، وأفرد الصلاة بما يميزها عن الطيب والنساء بحسب المعنى إذ ليس فيها تقاضي شهوة نفسانية كما فيهما على أن بعض العارفين قد صرح بأن التكاليف كلها في حقه -صلى الله عليه وسلم- قد رجعت قرة عين، فليست على سبيل الكلفة والتكلف، وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه عن أنس مرفوعا: "جعلت قرة عيني في الصلاة، وحبب إلي النساء والطيب، الجائع يشبع، والظمآن يروى، وأنا لا أشبع من حبهن".




الخدمات العلمية