الثانية : إذا خير المرء بين الأذان ، والإمامة فينبغي أن يختار الإمامة فإن لكل واحد منهما فضلا ولكن الجمع مكروه ؛ بل ينبغي أن يكون الإمام غير المؤذن وإذا تعذر الجمع ، فالإمامة أولى .
وقال قائلون : الأذان أولى لما نقلناه من فضيلة الأذان ولقوله صلى الله عليه وسلم : الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن فقالوا فيها خطر الضمان وقال صلى الله عليه وسلم : " الإمام أمين ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا سجد فاسجدوا " وفي الحديث : " فإن أتم ، فله ولهم ، وإن نقص فعليه لا عليهم " ولأنه صلى الله عليه وسلم قال اللهم أرشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين " والمغفرة أولى بالطلب فإن الرشد يراد للمغفرة وفي الخبر : من أم في مسجد سبع سنين وجبت له الجنة بلا حساب ، ومن أذن أربعين عاما دخل الجنة بغير حساب .


