الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقيل : سمي مسيحا ؛ لأنه يمسح الأرض بطولها ، وقيل : لأنه ممسوح العين ؛ أي : مطموسها .

التالي السابق


ثم قال المصنف تبعا لصاحب القوت : (قيل : سمي الدجال مسيحا ؛ لأنه يمسح الأرض بطولها ، وقيل : لأنه ممسوح العين ؛ أي : مطموسها) ، ولفظ القوت : قيل : سمي مسيحا ؛ لأنه معدول من ماسح ؛ أي : يمسح الأرض مسحا ؛ لأنه تطوى له الأرض كلها في أربعين يوما ، وقيل : بل هو ممسوح العين ؛ أي : مطموسها . أهـ .

وتحقيقه على الوجه الأخير أنه فعيل بمعنى مفعول ، سمي به لمسح إحدى عينيه ، وعلى الوجه الأول بمعنى فاعل ، وقيل : التمسيح ، والتمساح بمعنى المارد الخبيث ، فقد يكون فعيلا من هذا ، وقال ثعلب في نوادره : التمسيح ، والممسح الكذاب ، فقد يكون فعيلا من هذا ، ومنهم من ضبطه على وزن سكيت ، وأنكره الهروي ، وقال : ليس بشيء ، وضبط بوجهين آخرين على وزن فعيل ، والخاء معجمة ، وعلى وزن السكيت ، والخاء كذلك ، وقيل : أصله بالعبرانية مشيح بالشين المعجمة ، فعرب بالسين المهملة ، وهكذا المسيح بن مريم - عليه السلام - ، وقد ذكرت في اشتقاقه أقوالا تنيف على العشرين في شرحي على القاموس ، فراجعه ، وأما الدجال ، فمعناه الكذاب ، وقيل : المموه بباطله ، وقيل غير ذلك ، ذكرت في شرحي على القاموس كذلك .



إشارة :

القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فيسأل الله أن لا يتلقاه في أول قدم يضعه في الآخرة عذاب ربه ، والاستعاذة من عذاب جهنم هي الاستعاذة من البعد ، فإن جهنم معناه البعيدة القعر ، والمصلي في حال القربة ، وهو قريب من الانفصال من هذه الحالة من البعد فاستعاذ بالله تعالى أن لا يكون انفصاله إلى حال تبعده من الله ، وأما الاستعاذة من فتنة الدجال ، فلما يظهر في دعواه الألوهية ، وما يخيله من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى ، وغيره ، وأما فتنة المحيا ، فكل ما يفتن الإنسان عن دينه الذي فيه سعادته ، وأما فتنة الممات ، فمنها ما يكون في حال النزع ، والسياق من رؤية الشياطين الذين يتصورون له على صورة ما سلف من آبائه ، وأقاربه ، وإخوانه ، فيقولون له : مت نصرانيا ، أو يهوديا ، أو مجوسيا ، ومنها ما يكون في حال سؤاله في القبر ، ومنها ما هو غير ذلك . والله أعلم .




الخدمات العلمية