الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
والرواية مترددة في ثلاث عشرة .

التالي السابق


( والرواية مترددة في ثلاث عشرة) تبع المصنف فيه شيخه إمام الحرمين حيث حكى ترددا في ثبوت النقل في الإيتار بثلاث عشرة، وقد رواه أبو داود والطحاوي عن عائشة في حديثها المتقدم: كان يوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث.

وعند الترمذي والنسائي في حديث أم سلمة كان يوتر بثلاث عشرة، قال الترمذي : حسن. ولمسلم من حديث عائشة: كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، زاد في رواية بركعتي الفجر.

قاله العراقي، وبهذا يظهر وجه التردد في قول المصنف. قال الحافظ: وهو معترض بالأحاديث الواردة فيه. اهـ .

وفي حديث عائشة من طريق سعد بن هشام عند الطحاوي الذي تقدم بلفظ: كان يصلي ركعتين ثم ثمانيا ثم يوتر، يحتمل أنه كان يوتر بثلاث مستأنفات متتابعات، فيكون جميع ما صلى ثلاث عشرة ركعة. وعند مسلم والطحاوي من طريق أبي سلمة عنها كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات ثم يوتر بركعة ثم يصلي [ ص: 359 ] ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي بين أذان الفجر والإقامة ركعتين، وفي بعض طرق هذا الحديث: كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، منها ركعتان وهو جالس، ويصلي ركعتين قبل الصبح. فذلك ثلاث عشرة ركعة.

وقد وقع التصريح بأن الركعتين اللتين كان يصليهما بين الأذان والإقامة محسوبة فيها في طريق أخرى عن أبي سلمة عنها: كانت صلاته في رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر، وفي بعضها التصريح بأن الركعتين اللتين كان يصليهما جالسا محسوبة فيها على إحدى عشرة. وفي حديث معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، قلت لعائشة: بكم كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يوتر بأربع وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة.

وفي حديث شعبة، عن أبي حمزة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة.

وروى عكرمة بن خالد عنه: أنه بات عند خالته ميمونة، وفيه: فصلى ثلاث عشرة ركعة قيامه فيهن سواء. وفي حديث عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين هما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين هما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين هما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين هما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة.




الخدمات العلمية