ودخل محمد بن واسع  على بلال بن أبي بردة  فقال له : ما تقول في القدر  فقال ؟ : جيرانك أهل القبور فتفكر فيهم فإن فيهم شغلا عن القدر وعن الشافعي  رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن علي  قال : إني لحاضر مجلس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور  وفيه ابن أبي ذؤيب  وكان والي المدينة  الحسن بن زيد  قال : فأتى الغفاريون  فشكوا إلى أبي جعفر  شيئا من أمر الحسن بن زيد  فقال الحسن :  يا أمير المؤمنين سل عنهم ابن أبي ذؤيب  قال : فسأله فقال ما تقول فيهم يا ابن أبي ذؤيب  فقال أشهد أنهم أهل تحطم في أعراض الناس كثيرو الأذى لهم . 
فقال أبو جعفر  قد سمعتم فقال الغفاريون  يا أمير المؤمنين سله عن الحسن بن زيد  فقال : يا ابن أبي ذؤيب  ما تقول في الحسن بن زيد ؟  فقال : أشهد عليه أنه يحكم بغير الحق ويتبع هواه ، فقال : قد سمعت يا حسن  ما قال فيك ابن أبي ذؤيب  وهو الشيخ الصالح ، فقال : يا أمير المؤمنين اسأله عن نفسك . 
فقال : ما تقول في ؟ قال : تعفيني يا أمير المؤمنين ، قال : أسألك بالله إلا أخبرتني . 
قال : تسألني بالله كأنك لا تعرف نفسك ، قال : والله لتخبرني ، قال : أشهد أنك أخذت هذا المال من غير حقه فجعلته في غير أهله ، وأشهد أن الظلم ببابك فاش . 
قال فجاء : أبو جعفر  من موضعه حتى وضع يده في قفا ابن أبي ذؤيب  فقبض عليه ، ثم قال له : أما والله لولا أني جالس ههنا لأخذت فارس  والروم  والديلم  والترك بهذا المكان منك ، قال فقال ابن أبي ذؤيب :  يا أمير المؤمنين قد ولي  أبو بكر   وعمر  فأخذا الحق وقسما بالسوية وأخذا بأقفاء فارس  والروم  وأصغرا آنافهم قال : فخلى أبو جعفر  قفاه وخلى سبيله ، وقال : والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك ، فقال ابن أبي ذؤيب :  والله يا أمير المؤمنين إني لأنصح لك من ابنك المهدي ،  قال : فبلغنا أن ابن أبي ذؤيب  لما انصرف من مجلس المنصور  لقيه  سفيان الثوري  فقال له : يا أبا الحارث  لقد سرني ما خاطبت به هذا الجبار ولكن ساءني قولك له ابنك المهدي ،  فقال : يغفر الله لك يا أبا عبد الله  كلنا مهدي كلنا كان في المهد . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					