الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=31025وأهرق صلى الله عليه وسلم وضوءه في عين تبوك ولا ماء فيها ومرة أخرى في بئر الحديبية ، فجاشتا بالماء ، فشرب من عين تبوك أهل الجيش وهم ألوف حتى رووا وشرب من بئر الحديبية ألف وخمسمائة ، ولم يكن فيها قبل ذلك ماء .
(و) nindex.php?page=treesubj&link=31032_31025من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (أهراق) بفتح الهمزة والهاء أصله أراق (وضوأه) بالفتح هو الماء الذي يتوضأ به (في عين تبوك ) وهو موضع بالشام (ومرة أخرى في بئر الحديبية ، فجاشتا بالماء ، فشرب من عين تبوك أهل الجيش وهم ألوف حتى رووا وشرب من بئر الحديبية ألف وخمسمائة ، ولم يكن فيها قبل ذلك ماء) .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بقصة عين تبوك ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع بقصة عين الحديبية ، وفيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=660380 "فإما دعا وإما بصق فيها ، فجاشت " الحديث .
nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء nindex.php?page=hadith&LINKID=653312 "أنه توضأ وصبه فيها " ، وفي الحديثين معا nindex.php?page=hadith&LINKID=653312أنهم كانوا أربع عشرة مائة " ، وكذلك عندهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ولهما من حديثه أيضا " ألف وخمسمائة " ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم من حديث ابن أبي أوفى "ألف وثلاثمائة " . اهـ
قلت : لفظ حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، nindex.php?page=hadith&LINKID=661237أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال لهم : إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار ، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا ، حتى آتي قال : فجئناها ، وقد سبق إليها رجلان ، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم - هل مسستما من مائها شيئا ؟ قالا : نعم ، فسبهما ، وقال لهما : ما شاء الله أن يقول : ثم غرفوا من العين قليلا قليلا ، حتى اجتمع في شن ، ثم غسل صلى الله عليه وسلم به وجهه ويديه ، ثم أعاده فيها ، فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ، ثم قال : يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة ، أن ترى ماءها قد ملأ جنانا [ ص: 173 ] وعمرانا ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض في الشفاء بنحوه ، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ ، وزاد فقال : قال في حديث ابن إسحاق : "فانخرق من الماء ماء له حس كحس الصواعق " ، وأما قصة الحديبية ، فرواها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم : nindex.php?page=hadith&LINKID=652529 "أنهم ، نزلوا بأقصى الحديبية ، على ثمد قليل الماء ، يتربضه الناس تربضا ، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه ، وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - العطش ، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه " .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12443إياس بن سلمة بن الأكوع ، قال : أخبرني أبي ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=660380 "قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديبية ، ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة ، ما ترويها ، قال : فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - على جانبها فإما دعا وإما بزق ، فجاشت فسقينا واستقينا " .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق عبيد الله بن موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء nindex.php?page=hadith&LINKID=653312 "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها ، فما ترك فيها قطرة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم - فأتاها فجلس على شفيرها ، ثم دعا بإناء من ماء منها فتوضأ ، ثم مضمض ، ودعا ثم صبه فيها فتركها غير بعيد ، ثم إنها أصدرتنا نحن ، وركابنا " .
وأخرجه أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، وفي لفظ له : "فدعا بدلو فنزع منها ، ثم أخذ منه بفيه ، فمجه فيها ، ودعا الله فكثر ماؤها ، حتى صدرنا ، وركائبنا ، ونحن أربع عشرة مائة " .
وفي مغازي أبي الأسود من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة : "ودعا بدلو من ماء فتوضأ في الدلو ، ومضمض فاه ، ثم مج فيه ، وأمر أن يصب في البئر ، ونزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ، ودعا الله تبارك وتعالى ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس مع شفتها " .
وكذا روى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي من طريق أوس بن خولي ، وهذه القصة غير القصة التي سبقت في ذكر nindex.php?page=treesubj&link=31023نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ، مما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في المغازي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وجمع nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان بينهما بأن ذلك وقع في وقعتين ، قال بعضهم في تقرير هذا القول : حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في نبع الماء كان حين حضرت صلاة العصر عند إرادة الوضوء ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء كان لإرادة ما هو أعم من ذلك .
ويحتمل أن يكون الماء لما تفجر من أصابعه ويده في الركوة ، وتوضؤوا كلهم وشربوا أمر حينئذ بصب الماء الذي بقي في الركوة في البئر فتكاثر الماء فيها ، والله أعلم .