الباب السابع عشر في ذكر أخواله صلى الله عليه وسلم
الأسود بن عبد يغوث
قال البلاذري : وهو خال النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان من المستهزئين ، ثم روى عن عكرمة قال : أخذ جبريل عليه السلام بعنق الأسود بن عبد يغوث فحنى ظهره ، حتى احقوقف ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : "خالي خالي" فقال : يا محمد ، دعه عنك .
وروى ابن الإعرابي في معجمه عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخاله الأسود بن وهب : ألا أعلمك كلمات ؟ من يرد الله به خيرا يعلمهن إياها ، ثم لا ينسيه أبدا ، قال : بلى يا رسول الله ، قال : قل : اللهم ، إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضاي .
وروى ابن منده : عن الأسود بن وهب خال النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "ألا أنبئك بشيء عسى الله أن ينفعك به" قال : إن أربى الربا الباب منه عدل سبعين حوبا أدناها فجرة كاضطجاع الرجل مع أمه ، وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق .
وروى ابن شاهين عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن الأسود بن وهب خال النبي -صلى الله عليه وسلم- استأذن عليه ، فقال : "يا خال ، ادخل" ، فدخل ، فبسط له رداءه فقال : أجلس على ردائك يا رسول الله ؟ قال : "نعم؛ فإنما الخال والد" .
روى الخرائطي في مكارم الأخلاق بسند ضعيف عن محمد بن عمير بن وهب خال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : جاء يعني عمير النبي -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- قاعد ، فبسط له رداءه ، فقال : أجلس على ردائك ؟ قال : نعم؛ فإنما الخال والد ، وفي لفظ "وارث" .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحنى ظهر الأسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره ، فقال -صلى الله عليه وسلم- خالي خالي ، فقال جبريل : دعه عنك فقد كفيته؛ فهو من المستهزئين .
وروى أبو يعلى عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى خالته غلاما ، فقال : "لا تجعليه قصابا ، ولا حجاما ، ولا صائغا" .


