الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس في بعض فضائل أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله تعالى عنهم - على سبيل الاشتراك

                                                                                                                                                                                                                                روى أبو يعلى برجال الصحيح غير القابعي فإنه متهم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : لما أسس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجد المدينة جاء بحجر فوضعه ، وجاء أبو بكر بحجر فوضعه ، وجاء عمر بحجر فوضعه ، وجاء عثمان بحجر فوضعه ، قالت : فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : «هذا أمر الخلافة بعدي . ورواه الطبراني عن جرير وذكر أن ذلك في مسجد قباء ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الثلاثة بوضع الحجر » .

                                                                                                                                                                                                                                وروى البزار برجال الصحيح والطبراني عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : كنا نقول في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان يعني في الخلافة ، وهو في الصحيح خلا قوله «في الخلافة » .

                                                                                                                                                                                                                                وروى البزار من طريق نوفل بن إسماعيل وثقه ابن معين وابن حبان وضعفه البخاري ، وحسنه الحافظ في زوائد البزار ، عن سفينة ، والإمام أحمد وابن منده عن أعرابي ، والطبراني في الكبير - عن أسامة بن شريك وابن منده وابن نافع عن جبير وابن عساكر عن ابن عمر وأبي أميمة والشيرازي في الألقاب - وابن منده وقال غريب وابن عساكر عن عرفجة الأشجعي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «رأيت كأن ميزانا أدلي من السماء فوزنت بأبي بكر ، ثم وزن أبو بكر » ، وفي لفظ «وزنت في كفة » أو «وضعت في كفة » فرجحت بأمتي ، ثم وضع أبو بكر وفي لفظ «ثم وزن » وفي لفظ ووضع أبو بكر مكاني فرجح بأمتي ، ثم وضع عمر مكانه فرجح ، ثم وضع عثمان مكانه فرجح ، ثم وضع الميزان وفي لفظ «أن أناسا من أصحابي وزنوا الليلة وفي لفظ «وزن أصحابي الليلة ، فوزن أبو بكر ثم عمر ثم عثمان » ، وفي لفظ «فوزن أبو بكر فوزن ، ثم عمر فوزن ، ثم عثمان فوزن » ، وفي لفظ فخف وهو رجل صالح ، وفي لفظ : «ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر ، ثم وزن عمر بعثمان فرجح الميزان فاستهلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوة الخلافة ثم يؤتي الله الملك من يشاء .

                                                                                                                                                                                                                                روى ابن النجار عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبو بكر وزيري يقوم مقامي ، وعمر ينطق بلساني ، وأنا من عثمان وعثمان مني ، كأني بك يا أبا بكر تشفع لأمتي » .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 249 ] وروى الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن أنس والإمام أحمد وعبد بن حميد ، والعقيلي ، وابن حبان ، والطبراني والضياء عن سهل بن سعد ، والترمذي عن عثمان بن عفان ، وأبو يعلى والترمذي وقال حسن والنسائي عن عثمان - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «اثبت » وفي لفظ «اسكن » أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

                                                                                                                                                                                                                                وروى ابن عدي في الكامل ، والحاكم عن سفينة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هؤلاء ولاة الأمر بعدي يعني أبا بكر وعمر وعثمان .

                                                                                                                                                                                                                                وروى أبو نعيم في فضائل الصحابة والخطيب وابن عساكر عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «يا بلال ، ناد في الناس بأن الخليفة بعدي أبو بكر ، يا بلال ، ناد في الناس بأن الخليفة بعدي أبو بكر وعمر ، يا بلال ، ناد في الناس أن الخليفة بعدي عمر وعثمان ، يا بلال ، امض أبى الله إلا ذلك » .

                                                                                                                                                                                                                                وروى الطبراني برجال وثقوا غير مطلب بن شقيب عن عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : يكون من بعدي اثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلا ، وصاحب رحى دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا ، فقال رجل : من هو يا رسول الله ؟ قال : عمر بن الخطاب ، ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن عفان ، فقال : يا عثمان ، إن ألبسك الله تعالى قميصا فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه ، فوالله لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط .

                                                                                                                                                                                                                                وروى البزار والطبراني من طريق عتبة بن عمر عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل إلى البستان ، فجاء آت يدق الباب ، فقال : يا أنس قم فافتح له الباب وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدي ، قلت : يا رسول الله ، أعلمه ، قال : أعلمه ، فإذا أبو بكر ، فقلت له : أبشر بالجنة وبالخلافة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ثم جاء آت ، فدق الباب ، فقال : يا أنس ، قم فافتح له وبشره بالجنة والخلافة من بعد أبي بكر ، قلت : يا رسول الله أعلمه ، قال : أعلمه ، فخرجت ، فإذا عمر ، فقلت له : أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر ، قال : ثم جاء آت فدق الباب ، فقال : قم يا أنس ، فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وأنه مقتول ، قال : فخرجت فإذا عثمان ، فقلت له : أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وإنك مقتول ، فاسترجع فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، لمه والله ما لقيت ولا تمنيت ، ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعتك ، قال : هو ذاك يا عثمان وأمره أن يكف .

                                                                                                                                                                                                                                ورواه أبو يعلى من طريق الصقر بن عبد الرحمن وهو تالف والطبراني من طريق [ . . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 250 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية