الثامن - في وصفه - - صلى الله عليه وسلم - زينب  بأنها أواهة وزهدها ، وورعها   - رضي الله تعالى عنها 
  روى  الطبراني  عن  راشد بن سعد  ، قال : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله ومعه  عمر بن الخطاب  فإذا هو بزينب  تصلي وهي تدعو في صلاتها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إنها لأواهة »  . 
  وروى  أبو عمر  عن عبد الله بن شداد  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال  لعمر بن الخطاب   - : «إن  زينب بنت جحش  أواهة » فقال رجل : يا رسول الله ، ما الأواه ؟ قال : الخاشع المتضرع ، (وإن ) إبراهيم  لحليم أواه ، وروى ابن سعد  عن  ميمونة بنت الحارث  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال - : إنها أواهة قالت  عائشة   : لقد ذهبت حميدة فقيدة مفرع اليتامى والأرامل  . 
 [ ص: 204 ] وروى  ابن الجوزي  عن عبد الله بن رافع  عن برزة بنت رافع  قالت : لما جاءنا العطاء بعث  عمر  إلى  زينب بنت جحش  بالذي لها ، فلما دخل عليها قالت : غفر الله  لعمر  ، لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا ؟ قالوا : هذا كله لك ، قالت : سبحان الله ، واستترت منه بثوب ، وقالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا ، ثم قالت لي : أدخلي يدك واقبضي منه قبضة ، فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتامها ففرقته حتى ما بقي منه بقية تحت الثوب فقالت لها برزة بنت رافع   : غفر الله لك يا أم المؤمنين ! والله ، لقد كان لنا في هذا حظ ، قالت : فلكم ما تحت الثوب ، فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما ، ثم رفعت يديها إلى السماء ، وقالت : اللهم ، لا يدركني عطاء  عمر  بعد عامي هذا فماتت  . 
				
						
						
