الباب الرابع عشر في ذكر من عقد عليها ولم يدخل بها - صلى الله عليه وسلم -  
  على خلاف في بعضهن ، هل هي ممن عقد عليها أم لا ؟ والكلام في ذلك طويل الذيل ، والخلاف فيه منتشر ، حتى قال في زاد المعاد بعد أن ذكر النسوة اللاتي دخل بهن : وأما من خطبها ولم يتزوج بها فنحو أربع أو خمس . قال الحافظ  الدمياطي   : هن ثلاثون امرأة ، وأهل السير وأحواله لا يعرفون هذا بل ينكرونه ، والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها ، فدخل عليها ليخطبها ، فاستعاذت منه ، فأعاذها ولم يتزوجها ، وكذلك الكلابية ، وكذلك من رأى بكشحها بياضا ، فلم يدخل بها ، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن ، هذا هو المحفوظ ، وإذا علم ذلك فأذكر ما وقفت عليه منهن . 
  الأولى : هي خولة بنت الهزيل بن الهبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن ثعلبة الثعلبية  ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكره الجرجاني النسابة  وهلكت في الطريق قبل أن تصل إليه كما نقله  أبو عمر بن عبد البر  عن الجرجاني النسابة  وذكرها أيضا المفضل بن غسان الغلائي  بغين معجمة مفتوحة ، فتحتية ، فلام على الصحيح في تاريخه عن علي بن صالح  عن علي بن مجاهد  ، فذكر مثل ما تقدم وزاد ، فحملت إليه من الشام  ، فماتت في الطريق ، وأمها خرنق بنت خليفة  ، أخت  دحية الكلبي   . 
  الثانية : عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية  وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس بن كلاب الكلابية  ، قال  أبو عمر   : وهذا أصح ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتعوذت منه حين دخلت عليه ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لقد عذت بمعاذ ، فطلقها ، ثم أمر  أسامة بن زيد  فمتعها بثلاثة أثواب قال  أبو عمر   : هكذا روي عن  عائشة  رضي الله عنها . 
  قال  قتادة   : كان ذلك في امرأة من سليم  ، وقال عبيدة   : كان ذلك لأسماء بنت النعمان ابن الجون  ، وهكذا ذكره ابن قتيبة  ، وقال في عمرة  هذه : إن أباها وضعها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : وأزيدك أنها لم تمرض قط ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لهذه عند الله من خير . 
  وروى  الطبراني  برجال ثقات غير شيخه القاسم بن عبد الله  ، وهو ضعيف ، وقد وثق عن  سهل بن حنيف   - رضي الله تعالى عنه - قال : فارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخت بني عمرو بن كلاب  وأخت بني جون الكندية  من أجل بياض كان بها  . 
  وروى  الطبراني  برجال ثقات عن عثمان بن أبي سليمان   - رحمه الله تعالى - أن  [ ص: 222 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح امرأة من كندة  ولم يجامعها ، فتزوجت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرق  عمر  بينهما ، وضرب زوجها ، فقالت : اتق الله ، يا  عمر  إن كنت من أمهات المؤمنين ، فاضرب علي الحجاب ، وأعطني مثل ما أعطيتهن ، قال : أما هنالك فلا ، قالت : فدعني أنكح ، قال : لا ، ولا نعمة ! ولا أطمع في ذلك أحدا  . 
  وروى ابن أبي خيثمة  ، والإمام  أحمد  عن ابن أسيد   - رضي الله تعالى عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهينا إلى حائط يقال له الشوط  فجئنا حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اجلسوا ها هنا ودخل هو فأتى بالجونية ، فأنزلت في بيت أميمة بنت النعمان  ، ومعها دايتها حاضنة لها ، فلما دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : هيئي نفسك لي ، قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت : أعوذ بالله منك ! قال : عذت بمعاذ ، ثم خرج علينا فقال : يا  أبا أسيد  ، اكسها رازقين ، وألحقها بأهلها  . رواه  البخاري  تعليقا . 
  وروي عن  عروة  عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها - قالت : إن عمرة بنت الجون  تعوذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أدخلت عليه ، قالت : إني أعوذ بالله منك ، فقال : لقد عذت بمعاذ ، فطلقها ، وأمر أسامة  أو النساء بثلاثة أثواب وأوقية ، وقيل : إنه بلغه أن بها بياضا ، فطلقها ولم يدخل بها . 
  وروى  البخاري   وأبو داود  عنها أن ابنة الجون  لما دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودنا منها قالت : أعوذ بالله منك ! فقال : «لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك »  . 
  الثالثة : أسماء بنت الصلت  جزم بها الحافظ مغلطاي  في الإشارة . وقال في الزهد وذكر  الحاكم  في الإكليل أنه تزوجها ولم يدخل بها ، وقال الحافظ قطب الدين الحلبي  في - المورد العذب - : ذكرها أحمد بن صالح  من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - قال القطب   : وذكرها  الحاكم  ، وقال : من بني حرام  ، بحاء مهملة مفتوحة فراء ، من بني سليم  ، بضم السين المهملة وفتح اللام وسكون التحتية ، لم يدخل بها ، وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر  في القسم الرابع في - الإصابة - فيمن ذكر في الصحابة غلطا ، انفرد  قتادة  بتسميتها أسماء  وإنما اسمها سنا بنت أسماء  ، قلت : وفي ذلك نظر ! قال  قتادة   : وذكر أسماء  وسنا  كما رواه  ابن عساكر  عنه ، وتابع  قتادة  الحافظ أحمد بن صالح المصري  ، وناهيك به اتفاقا على الأولى . 
 [ ص: 223 ]   الرابعة : أسماء بنت كعب الجونية  فلم يدخل بها وجرى على ذلك في المورد والزهد ، وقال الحافظ ابن حجر  في الإصابة : أسماء بنت كعب  تأتي في أسماء بنت النعمان  ، وكأنها عنده واحدة ، ولم يذكر في ترجمة ابنة النعمان  أنه يقال لها : ابنة كعب  ، ولا ذكر ذلك في نسب أبيها في ترجمته والظاهر أن ابنة كعب  غير ابنة النعمان  ، وإن كان كل منهما من بني الجون  ، والجون يأتي ضبطه . 
  الخامسة : أسماء بنت النعمان بن الجون  ، ويقال : ابن أبي الجون بن شرحبيل  ، قال الحافظ ابن حجر  في - الإصابة - : وقيل : بنت النعمان بن الأسود  إلى آخره ، وجرى على ذلك في العيون ، فعلى ما في المورد فالأسود  على القول الثاني أبوها ، وعلى ما في الإصابة جدها ، قال الحافظ أبو الفتح اليعمري  في العيون : ولا أراها والتي قبلها إلا واحدة . قال الحافظ أبو عمرو بن عبد البر   : أجمعوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها ، واختلفوا في قصة فراقها ، فروى ابن أبي خيثمة  عن  قتادة  – رحمة الله عليه - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل اليمن  أسماء بنت النعمان  من بني الجون  ، فلما دخلت عليه ، دعاها فقالت : تعال أنت ، وأبت أن تجيء  . 
  وروى بعضهم أنها قالت : أعوذ بالله منك قال : لقد عذت بمعاذ ، فقد أعاذك الله ، فطلقها ، وهذا باطل . إنما قال هذا لامرأة من بني سليم  سيأتي فيها ، وأعرب صاحب الزهد فقال : إن آمنة بنت الضحاك الغفارية  وجد بكشحها بياضا ، ويقال : هي آمنة بنت الضحاك الكلابية  فزاد آمنة  ثانية ، ولا ذكر لهما في كتب الصحابة . 
  وقيل : كان لها وضح كوضح العامرية ، ففعل بها كما فعل بالعامرية ، أي كما سيأتي ، ثم روي مثله عن  أبي عبيدة معمر بن المثنى  ، وزاد  أبو عبيدة   : فكانت تسمي نفسها الشقية . 
  وقال آخرون : إن هذه التي عاذت بالله من النبي - صلى الله عليه وسلم - من سبي بني النضير  يوم ذات السقوف . 
  قال  أبو عبيدة   : كلتاهما عاذتا بالله . 
  السادسة : آمنة  ، ويقال لها : فاطمة بنت الضحاك بن سفيان  ، جزم بها في الإشارة ، ونقل في الزاهر وصاحب المورد اللفظ الثاني ، عن أحمد بن محمد بن النقيب التكريتي  أنه قال في كتابه «العين » : كتاب في علم الأنساب قال كعب بن يزيد الأنصاري   : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأة من بني غفار  ، فلما أراد الدخول بها وجد بكشحها بياضا  . 
  وروى الإمام  أحمد  وابن أبي خيثمة  عن زيد بن كعب بن عجرة  أن امرأة من غفار  تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد بكشحها بياضا ، فقال : الحقي بأهلك ، ولم يأخذ مما آتاها شيئا  . 
 [ ص: 224 ] وروى  الطبراني  بسند ضعيف عن  سهل بن سعد   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأة من أهل البادية فوجد بكشحها بياضا ، ففارقها قبل أن يدخل بها ، وكان يقال لها آمنة بنت الضحاك  وقيل : بل هي أسماء بنت النعمان  ، من بني كلاب  ، قلت : هذا الكلام غير محرر ، فإن بني كلاب  وبني غفار  غيران ولم أجد لآمنة بنت الضحاك  ذكرا فيما وقفت عليه من كتب الصحابة ، والله أعلم . 
  السابعة : أميمة بنت شراحبيل   . 
  روى  البخاري  عن أبي أسيد سهل بن سعد الساعدي   - رضي الله تعالى عنه - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميمة بنت شراحبيل  ، فلما دخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك ، فأمر  أبا أسيد  أن يكسوها ثوبين رازقيين قلت : ذكر أميمة بنت شراحبيل  في أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مغلطاي  في الإشارة والزهد ، والقطب الحلبي  في المورد ، وأبو الفتح بن سيد الناس  في «العيون » وأغرب الحافظ ابن حجر  في الإصابة فزعم أن أميمة بنت شراحبيل  هي ابنة النعمان بن شراحبيل  ولم يذكر لذلك مستندا ، بل حديث أبي أسيد  يرد عليه ، فإنه فيه أنها نزلت في بيت في محل أميمة بنت النعمان بن شراحبيل  إلى آخره ، فكيف يكونان واحدة ؟ والظاهر أن ابنة شراحبيل  عمة ابن النعمان  ، ولم أر من فيه على ذلك والحق أحق أن يتبع . 
  الثامنة :  أم حرام  كذا في حديث سهيل بن حنيف   - رضي الله تعالى عنه - ولم يزد . 
  التاسعة : سلمى بنت نجدة   - بالنون والجيم كما في الإشارة والزهد بخط مغلطاي  وقال في المورد بنت عمرة بن الحارث اللبيبة   . ونقل عن أبي سعيد عبد الملك النيسابوري  في كتابه «شرف المصطفى » أنه قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكحها فتوفي عنها ، وأبت أن تتزوج بعده ، قلت : ولم أر لها ذكرا فيما وقفت عليه من كتب الصحابة . 
  العاشرة : سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي سفيان بن أبي بكر بن كلاب  ، ذكرها ابن سعد  عن نافع  عن  ابن عمر  ، ذكرها في المورد ، ولم يزد . 
  قلت : وهي بالموحدة بعد السين المهملة ، قال الحافظ  في الإصابة : سبا بنت سفيان  ، ويقال : بنت الصلت الكلابية  تأتي في سنا  بالنون . 
  الحادية عشرة : سنا بفتح السين المهملة ، وتخفيف النون بنت أسماء بنت الصلت بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عفيف بن امرئ القيس بن سليم السلمية  ، ذكرها  أبو عبيدة معمر بن المثنى  فيما رواه أبو خيثمة  عنه وابن حبيب  فيمن تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلقها قبل أن يدخل بها ، وقال  أبو عبيدة   : وهي عمة عبد الله بن خازم بمعجمتين ، ابن أسماء بن الصلت  أمير خراسان  ونقل  أبو عبيدة  أن بعضهم سماها وسنا  بزيادة  [ ص: 225 ] واو ، ونسبها  ابن حبيب  إلى جدها فزعم أنها بنت الصلت ، وأن أسماء  أخوها لا أبوها وبالأول جزم  ابن إسحاق  وجماعة ، رجحه  ابن عبد البر  وحكى  الرشاطي  عن بعضهم أن سبب موتها أنها لما بلغها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها سرت بذلك حتى ماتت من الفرح . 
  وروى ابن أبي خيثمة  عن  أبي عبيدة معمر بن المثنى  قال : زعم حفص بن النضير السلمي  وعبد القاهر بن السري السلمي  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أسماء بنت سنان بن الصلت  فماتت قبل أن يدخل بها ، قال : كذا قالا ، وخالفهما  قتادة  ، فقال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بالميم بنت الصلت  من بني حرام بن سليم  ، فلم يدخل بها قلت : إن صح ما قالاه ، وما قاله ، فالتي بالنون بنت أخي التي بالميم . 
  الثانية عشرة : الشاة  
  روى المفضل بن غسان العلائي  في تاريخه من طريق سيف بن عمر  عن أبي عمر عثمان بن مقسم  عن  قتادة  قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة امرأة ، فدخل بثلاث عشرة ثم قال : وأما الثلاث عشرة اللاتي بنى بهن ، فخديجة  إلى أن قال :  ميمونة بنت الحارث  إلى آخره وأم شريك بنت جابر بن حكيم  إحدى بني معيص  ، إلى أن قال : والشاة بنت رفاعة  هؤلاء من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة  من بني رفاعة  من بني قريظة  ، فأصيبوا معهم يوم أصيبوا فانقرضوا ، ثم قال : وأما الشاة  حين خير نساءه بين الدنيا والآخرة ، فاختارت بعد أن تتزوج بعد ، فطلقها إلى آخره ، وظاهر كلام  قتادة  أن هذه بنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أقف لها على ذكر فيما وقفت عليه من كتب الصحابة حتى ولا في الإصابة - لشيخ الإسلام ابن حجر  مع سعة اطلاعه ، وعثمان بن مقسم  متروك . 
  الثالثة عشرة : شراق ، بفتح الشين المعجمة ، وتخفيف الراء ، وبالقاف ، بنت خليفة الكلبية  أخت  دحية  ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فماتت في الطريق قبل وصولها إليه . كما روى المفضل بن غسان العلائي  عن علي بن مجاهد  وابن سعد  عن هشام   وابن الكلبي  عن شرقي بن قطامي  بفتح القاف وتخفيف الطاء المهملة وبعد الألف ميم فتحتية مخففة ، وجزم بذلك  أبو عمر   . 
  وروى  الطبراني  ،  وأبو نعيم  ،  وأبو موسى المديني  في ترجمتها من طريق جابر الجعفي  عن أبي مليكة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب امرأة من بني كلب  ، فبعث  عائشة  تنظر إليها ، فذهبت ثم رجعت ، فقال : ما رأيت ؟ قالت : ما رأيت طائلا ، قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت كل شعرة منك » فقالت : ما دونك سر  . 
  الرابعة عشرة : الشنبا  في نسختي من المورد بشين معجمة ، فنون فموحدة فألف تأنيث ،  [ ص: 226 ] وفي النسخة التي وقفت عليها من مقدمات ابن رشد  ، الشيبا   . بفتح الشين المعجمة ، فتحتية ، وفي نسخة أخرى كذلك ، وفي نسخة ثالثة صحيحة كما في نسختي من المورد . 
  وروى  ابن عساكر  من طريق سيف بن التميمي  ، والفضل بن غسان العلائي  في تاريخه من طريق عثمان بن مقسم  عن  قتادة  ، قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ، فدخل بثلاث عشرة ، وجمع بين إحدى عشرة ، فأما اللتان كملتا خمس عشرة فهما عمرة  والشنبا  ، قال : وأما الشنبا  فإنها لما أدخلت عليه لم تكن باليسيرة فانتظر اليسر ، ومات إبراهيم ابن رسول الله   - صلى الله عليه وسلم - على إثر ذلك ، فقالت : لو كان نبيا ما مات أحب الناس إليه وأعزه عليه ، فطلقها ، وأوجب لها المهر ، وحرمت على الأزواج  . ذكر ذلك بحروفه ابن رشد  في السيرة النبوية (في ) آخر كتابه - المقدمات - وقال أبو جعفر محمد بن جرير   : قال بعضهم : تزوج الشنبا بنت عمرو الغفارية  ، وقيل كانت كتابية فحركت حين دخلت عليه ، فذكر ما تقدم فأفاد  ابن جرير  أن اسم أبيها عمرو  ، وأنها غفارية وكتابية ، وهي مما فات الحافظ ابن حجر  في الإصابة . 
  الخامسة عشرة : العالية ، بعين مهملة ، وكسر اللام ، وبالتحتية بنت ظبيان بظاء معجمة ، فموحدة ساكنة ، فتحتية فألف ، فنون ، ابن عمرو بن عوف بالفاء ابن عمرو بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابية  ، هكذا سماها  الزهري  ورواه عنه  الطبراني  برجال الصحيح ، قال  أبو عبيدة  هند بنت يزيد بن القرطاب  من بني بكر بن كلاب  أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا أسد  يخطبها عليه ، فزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقدم بها ولم يكن رآها ، فلما اهتداها رأى بها بياضا فطلقها ، وقال  قتادة   : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  أبا أسيد الساعدي  إلى امرأة من بني كلاب  يخطبها عليه ، ولم يكن رآها فأنكحها إياه أبو أسيد  قبل أن يراها ، ثم جهزها ، فقدم بها عليه ، فلما اهتداها رأى بها بياضا فطلقها  . 
  رواها ابن أبي خيثمة  فيمن رحل بها ، وروى ابن أبي خيثمة  هي العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب  فيما بلغني . 
  وروى ابن أبي خيثمة  عن أبي الوليد بن شجاع  عن الليث  عن عقيل  عن  ابن شهاب الزهري  ، قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العالية  امرأة من بني بكر بن كلاب  ، فخطبها ثم طلقها  . 
  وروى أيضا عن يونس بن يزيد الأيلي  عن  الزهري  قال : فارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخت  [ ص: 227 ] بني عمرو بن كلاب  ، فقال ابن أبي خيثمة  كذا قال : بني عمرو  ، قال ابن سعد   : أنبأنا هشام بن محمد بن السائب  ، حدثني رجل من بني أبي بكر بن كلاب  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب  ، فمكثت عنده دهرا ثم طلقها ، قال  أبو عمر   : ومقتضى هذا أن تكون ممن دخل بها . 
  وروى  الطبراني  برجال ثقات إلا شيخه القاسم بن عبد الله الأخميمي  ، وهو ضعيف ، وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات عنه ورواه برجال ثقات عن يحيى بن أبي بكر  عن  سهل بن حنيف   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق العالية بنت ظبيان   . 
  وروى أبو القاسم الطبراني  عن  الزهري  عن  أبي أمامة بن سهل بن حنيف  فذكر حديثا طويلا وفيه : وطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العالية بنت ظبيان  وفارق أخت بني عمرو بن الجون الكندية  من أجل بياض كان بها  . 
  قال  الزهري   : وبلغنا أنها تزوجت قبل أن يحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنسائه ونكحت ابن عمها من قومها ، وولدت فيهم . ورواه ابن جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة  في تاريخه ، قال : أنبأنا المنجاب بن الحارث  أنبأنا أبو عامر الأسدي  حدثنا زمعة بن صالح  عن  ابن شهاب  عن  سعيد بن المسيب   . وزاد وسبى  جويرية بنت الحارث  وصفية بنت حيي  ، فكانتا مما أفاء الله عليه ، فقسم لهما ، وهما من زوجاته  . 
  ورواه  ابن منده  قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن حكيم المروزي  أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمر بن الموجه الفزاري  ، أنبأنا عبد الله بن عثمان  ، أنبأنا  عبد الله بن المبارك  ، أنبأنا ابن شريك  عن  ابن شهاب الزهري   . 
  ورواه يعقوب بن سفيان  عنه وزاد ودخل بها . وروى  البيهقي  عنه أنه لم يدخل بها وهذه الرواية هي الموافقة لكلام غيره . 
  السادسة عشرة : عمرة بنت معاوية الكندية   . 
  روى  أبو نعيم  عن علي بن الحسين بن علي   - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها . 
  وقال أيضا عن  الشعبي  قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها مات [ . . . ] . 
  السابعة عشرة : عمرة بنت يزيد  إحدى بنات بني بكر بن كلاب  من بني الوحيد وكانت تزوجت الفضل بن العباس بن عبد المطلب  وطلقها ثم طلقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يدخل بها ، ذكره  ابن إسحاق  في رواية  يونس بن بكير  ، وقيل في نسبها :  [ ص: 228 ] عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس  ، وقال  أبو عمر بن عبد البر   : تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغه أن بها بياضا ، فطلقها ولم يدخل بها . 
  وقيل : إنها التي تزوجها فتعوذت منه فطلقها ، وأمر أسامة  أن يمتعها بثلاثة أثواب . 
  وذكرها  الرشاطي  وقال : إن أباها وصفها ، وقال : وأزيدك أنها لم تمرض أبدا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «ما لهذه عند الله من خير ، فطلقها » ، ولم يبن بها . 
  الثامنة عشرة : عمرة بنت يزيد الغفارية  
  روى  ابن عساكر  من طريق سيف بن عمر  عن سعيد بن أبي عروة  عن  قتادة  أنها لما دخلت عليه ، وجردها للنساء ، رأى بها وضحا فردها ، وأوجب لها المهر ، وحرمت على من بعده . 
  التاسعة عشرة : غزية  ، بضم الغين المعجمة وبفتح الزاي ، وتشديد التحتية وغزيلة  بالتصغير وباللام هي أم شريك   . 
  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					