الثالث : في قوله - صلى الله عليه وسلم - يا أخي أشركنا في دعائك ، وقوله : «اللهم أعز الإسلام  بعمر بن الخطاب  »   . 
 [ ص: 265 ] روى الإمام  أحمد  وغيره وابن سعد   وابن ماجه  عن  ابن عمر   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : «يا أخي أشركنا في دعائك وفي لفظ «في صالح دعائك ولا تنسنا »  . 
  رواه  أبو داود   والترمذي  ، وقال : حسن صحيح عن  عمر   - رضي الله تعالى عنه - قال : استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمرة فأذن لي ، وقال : لا تنسنا يا أخي من دعائك ، فقال لي كلمة ما سرني أن لي بها الدنيا  . 
  وروى  الحاكم   وابن عساكر   والطبراني  في الكبير - عن  ثوبان  ،  وابن عساكر  عن  علي  والزبير  ،  وأبو داود الطيالسي   والنسائي  والإمام  أحمد  عن  ابن مسعود   وابن ماجه   وابن عدي  في الكامل  والحاكم   والبيهقي  عن  عائشة  ،  وابن عساكر  عن  الزبير بن العوام  ،  والسدي  عن ربيعة السعدي   والحاكم   والطبراني  في الكبير عن  ابن مسعود  والإمام  أحمد   والترمذي  وقال : حسن صحيح ،  وعبد بن حميد  ، وابن سعد   وأبو يعلى   وأبو نعيم  في الحلية ،  والبغوي  عن ربيعة السعدي   وابن عساكر  عن  ابن عمر  ،  والبزار  عن  أنس  عن  خباب  وابن سعد  عن  سعيد بن المسيب  مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «اللهم أعز » وفي لفظ : «أيد الإسلام بعمر بن الخطاب ، وفي لفظ : «خاصة » ، وفي لفظ : «اللهم ، أعز عمر بن الخطاب » ، وفي لفظ : «بأبي جهل بن هشام ، أو بعمر بن الخطاب » ، وفي لفظ : «بأحب الرجلين » ، وفي لفظ : «هذين الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام »  . 
  وروى  أبو نعيم  في الحلية - عن  سالم بن عبد الله بن عمر  أن  عمر   - رضي الله تعالى عنه - كان يقول : والله ، ما نعنى بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر بلباب الحنطة فتخبز لنا ، ونأمر بالزبيب فينبذ لنا في الأسعان حتى إذا صار ملء عين اليعقوب ، أكلنا هذا ، وشربنا هذا ، ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا ، لأنا سمعنا الله تعالى يقول : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا   [الأحقاف 20 ] . 
  وروى  عبد بن حميد  عن  قتادة  ، قال : ذكر لنا أن  عمر  لما قدم الشام  صنع له طعام لم ير قبله مثله ، فقال : هذا لنا ، فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير ؟ فقال  خالد   : لهم الجنة ، فأزرفت عينا  عمر   . فقال : لئن كان حظنا من هذا الطعام ، وذهبوا بالجنة ، فقد بانوا بوانا بعيدا  . 
  وروى  الحاكم   والترمذي   والطبراني   والضياء  عن  ابن عباس  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :  [ ص: 266 ] «أتاني جبريل  ، فقال : أقرئ  عمر  السلام وقل له إن رضاه حكم ، وإن غضبه عز »  . 
  وروى  الحكيم   وأبو نعيم  في فضائل الصحابة عن  أنس   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أتاني جبريل  ، فقال : أقرئ  عمر  السلام ، وأخبره أن غضبه عز ، ورضاه عدل  . 
  وروى  الحاكم  في تاريخه ،  وأبو نعيم  في فضائل الصحابة  والخطيب  ، والديلمي  ،  وابن النجار  ، عن  علي   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «اتقوا غضب  عمر  ، فإن الله يغضب إذا غضب  . 
  وروى  أبو داود   والطبراني   والحاكم  عن أبي رمثة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «أصاب الله بك يا  ابن الخطاب  »  . 
  وروى  النسائي   وابن منده   وابن عساكر  عن واصل مولى عيينة  ، قال : كانت امرأة  عمر  اسمها عاصية  فأسلمت ، فقالت  لعمر   : قد كرهت اسمي فسمني فقال : أنت جميلة ، فغضبت وقالت ما وجدت اسما سميتني إلا اسم أمة ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إني كرهت اسمي فسمني ، فقال : أنت جميلة ، فقالت : يا رسول الله ، قلت  لعمر   : سمني : فقال : أنت جميلة فغضبت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما علمت أن الله عز وجل عند لسان عمر وقلبه  . 
  ورواه  ابن عساكر  في التاريخ  والنسائي  عن  بلال   وابن عساكر  عن  أبي بكر الصديق  بلفظ : «إن الله جعل الحق في قلب  عمر  ، وعلى لسانه »  . 
  وروى ابن (عساكر  عن  أبي ذر  بلفظ : «إن الله جعل السكينة على لسان  عمر  وقلبه يقول بها »  . ) 
  ورواه ابن سعد  عن أيوب بن موسى  مرسلا «إن الله جعل الحق على لسان  عمر  وقلبه ، وهو الفاروق ، فرق الله به بين الحق والباطل »  . 
  ورواه الإمام  أحمد   وعبد بن حميد   والترمذي  ، وقال : حسن صحيح ،  والطبراني  عن  ابن عمرو  عن  بلال  والإمام  أحمد   وأبو داود   وأبو يعلى   والروياني   والحاكم   والضياء  عن  أبي ذر  ، وتمام   وابن عساكر  عن  أبي سعيد  والإمام  أحمد   وأبو يعلى  وتمام   والحاكم   وأبو نعيم  في الحلية عن  أبي هريرة  ،  والطبراني  عن  معاوية  بلفظ : «إن الله جعل الحق على لسان  عمر  وقلبه »  . 
  وروى  الطبراني  عن سديسة  عن مولاة  حفصة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «إن الشيطان لم يلق  عمر  منذ أسلم إلا خر لوجهه »  . 
 [ ص: 267 ] وروى  ابن عساكر  عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «إن الشيطان يفر من  عمر بن الخطاب  »  . 
  وروى  ابن عدي   وابن عساكر  عن  عقبة بن عامر   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «إن الله عز وجل باهى الملائكة عشية يوم عرفة   بعمر بن الخطاب  »  . 
  وروى  ابن عساكر  عن  أبي سعيد   - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من (أغضب )  عمر  فقد أغضبني ، ومن أحب  عمر  فقد أحبني ، وإن الله باهى عشية يوم عرفة  بالناس عامة ، وإن الله باهى  بعمر  خاصة ، وإنه لم يبعث نبي قط إلا كان في أمته (من يحدث ) » . 
  وإن يكن في أمتي أحد فهو  عمر  ، وقيل : كيف يا رسول الله يحدث ؟ قال : يتحدث الملائكة على لسانه . 
  وروى الشيخان عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها - أنه عليه - الصلاة والسلام - قال : «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه  عمر  »  . 
  قال ابن وهب   : محدثون : أي ملهمون . 
  وقال  ابن عيينة  معناه : مفهمون . 
  وروى  ابن عساكر  عن  أنس   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «مه عن  عمر  ، فوالله ما سلك  عمر  واديا قط ، فسلكه الشيطان »  . 
  وروى  أبو نعيم  في فضائل الصحابة عن  ابن عمر   - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «نزل الحق على لسان  عمر  وقلبه »  . 
  وروى  الطبراني  في الكبير - عن سلمة بن مالك الخطمي  ،  وابن عدي  في الكامل - عن  أبي هريرة   وابن عمر  معا - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «ويحك إذا مات  عمر  ، فإن استطعت أن تموت فمت »  . 
  وروى الديلمي  عن  معاذ   - رضي الله تعالى عنه - قال : «لا يزال باب الفتنة مغلقا عن أمتي ما عاش لهم  عمر بن الخطاب  ، فإذا هلك  عمر  تتابعت عليهم الفتن »  . 
  وروى الطبراني في «الكبير » عن  ابن عباس   - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال  [ ص: 268 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «يا  ابن الخطاب  ، أتدري مما تبسمت إليك إذا الله عز وجل باهى ملائكته ليلة عرفة بأهل عرفة  عامة وباهى بك خاصة »  . 
  وروى  أبو نعيم  في الحلية  وابن جرير  عن  سعيد بن جبير  مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :  «عمر  ارجع ، فإن غضبك عز ، ورضاك حكم ، إن لله في السماوات السبع ملائكة يصلون له غنى عن صلاة فلان » قال  عمر   : فما صلاتهم ؟ فلم يرد على شيء ، فأتاه جبريل  ، فقال : يا نبي الله ، يسألك عن صلاة أهل السماء ، قال : نعم ، فقال : اقرأ على  عمر  السلام ، وأخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، وأهل السماء الثانية ركوع يقولون : سبحان ذي العزة والجبروت ، وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون : سبحان الحي الذي لا يموت »  . 
  وروى  أبو نعيم   وابن عساكر  عن  عقيل بن أبي طالب  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «يا  عمر  إن غضبك عز ، ورضاك حكم »  . 
  وروى الديلمي  عن  عائشة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «يا  عائشة  ، ما من أصحابي أحد إلا وقد غلبه شيطانه إلا  عمر  ، فإنه غلب الشيطان »  . 
  وروى الإمام  أحمد   والترمذي  وقال : صحيح  وأبو يعلى   وابن حبان   والطبراني  في الأوسط  والضياء   وابن منيع  والحارث  عن  أنس  ، والطيالسي  والإمام  أحمد  والشيخان  وابن حبان   وأبو عوانة  عن  جابر  ، والإمام  أحمد  عن عبد الله بن بريرة  عن أبيه ، والإمام  أحمد   وأبو يعلى   والروياني  وأبو بكر  في الغيلانيات عن  معاذ   وابن عساكر  عن  أبي هريرة   - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب » ، وفي لفظ : «فرأيت فيها دارا وقصرا » فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا :  لعمر بن الخطاب  وفي لفظ : «لشاب من قريش  فظننت أني أنا هو ، فقلت : ومن هو ؟ قالوا :  عمر بن الخطاب  ، فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته ، وفي لفظ : «فأردت أن أدخله فذكرت غيرة أبي حفص  ، فقال  عمر   : أوعليك أغار يا رسول الله ، هل هذا في الله إلا بك ؟ وهل رفعني الله إلا بك ؟ وهل من علي إلا بك » ؟  . 
  وروى الإمام  أحمد  والشيخان عن  جابر   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا  بالرميصاء  امرأة  أبي طلحة  ، وسمعت خشفة أمامي فقلت : من هذا يا جبريل  ؟ قال : هذا  بلال  ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قال :  لعمر بن الخطاب  ، فأردت أن أدخله ، فذكرت غيرتك »  . 
 [ ص: 269 ] وروى  الحاكم  في تاريخه عن  ابن عمر   - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «رضي الله عن  عمر  ، ورضي عن من رضي عنه »  . 
  وروى  أبو نعيم  في فضائل الصحابة  والخطيب   وابن عساكر  عن  ابن عمر   وابن عساكر   والحاكم  عن المصعب بن جثامة   وأبو نعيم  عن  أبي هريرة   - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «عمر بن الخطاب  سراج أهل الجنة »  . 
  وروى  ابن عدي   والطبراني  في الكبير  وأبو نعيم  في فضائل الصحابة  وابن عساكر  عن  ابن عباس  عن أخيه الفضل   - رضي الله تعالى عنهم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  «عمر  معي ، وأنا مع  عمر  » وفي لفظ :  «عمر  مني وأنا من  عمر  والحق بعدي مع  عمر  حيث كان »  . 
  وروى  ابن عدي  عن  سعيد بن جبير  عن  أنس  ،  وابن شاهين   وابن عساكر  عن  سعيد بن جبير  مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «قال لي جبريل   : أقرئ  عمر  السلام وأعلمه أن رضاه حكم ، وغضبه عدل »  . 
  وروى أبو بكر الآجري  في الشريعة ،  والحاكم  ، وتعقبه  وأبو نعيم  في «فضائل الصحابة » أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «لما أسلم  عمر  أتاني جبريل  ، فقال : قد استبشر أهل السماء بإسلام  عمر  »  . 
  وروى الإمام  أحمد   والترمذي  وقال : حسن غريب ،  وأبو يعلى  ،  والطبراني  في الكبير  والروياني   والبيهقي   والحاكم   وأبو نعيم  في فضائل الصحابة عن ابن عامر  ،  والطبراني  في الكبير عن عصمة بن مالك  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لو كان بعدي نبي لكان  عمر بن الخطاب  »  . 
  وروى  الترمذي  وضعفه  والبزار   والدارقطني  في الإفراد  والحاكم  وتعقب ،  وابن عساكر  عن  أبي بكر   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «ما طلعت الشمس على أحد ، وفي لفظ : «على رجل خير » وفي لفظ : «أفضل من  عمر  »  . 
  وروى  ابن عدي   وأبو نعيم  في فضائل الصحابة والديلمي   وابن عساكر  عن  ابن عباس   - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «ما في السماء ملك إلا وهو يوقر  عمر  ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفر من  عمر  »  . 
  وروى  الدارقطني  في الإفراد -  وابن منده   وابن عساكر  عن  حفصة   - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «ما لقي الشيطان  عمر  منذ أسلم إلا خر لوجهه »  . 
 [ ص: 270 ] وروى  الحاكم  عن  عمر   - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «ما لقي الشيطان  عمر  في فج فسمع صوته إلا أخذ غير فجه »  . 
  الرابع : في موافقاته  ، وهي آية الحجاب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى   [البقرة 125 ] و عسى ربه إن طلقكن   [التحريم 5 ] و فتبارك الله أحسن الخالقين   [المؤمنون 14 ] والاستئذان وأسارى بدر ولا تصل على أحد منهم مات أبدا   [التوبة 84 ] ووصيته وكرامته ووفاته ، وثناء الصحابة عليه ، وأن موته ثلمة في الإسلام   . 
  وروى  أبو داود الطيالسي  ،  وابن أبي حاتم   وابن مردويه   وابن عساكر  وهو صحيح عن  عمر بن الخطاب   - رضي الله تعالى عنه - قال : وافقت ربي في أربع ، قلت : يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام إبراهيم  مصلى ، فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى   [البقرة 125 ] وقلت : يا رسول الله ، لو ضربت على نسائك الحجاب ، فإنه يدخل عليهن البر والفاجر ، فأنزل الله تعالى وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب   [الأحزاب 53 ] ، ونزلت هذه الآية ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين  إلى قوله : ثم أنشأناه خلقا آخر   [المؤمنون 14 ] . فلما نزلت قلت أنا : تبارك الله أحسن الخالقين فنزلت : فتبارك الله أحسن الخالقين   [المؤمنون 14 ] ودخلت على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت لهن : لتنتهين أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية عسى ربه إن طلقكن   [التحريم 5 ] . 
  وروى  سعيد بن منصور  ، والإمام  أحمد   والدارقطني   والدارمي   والبخاري   والترمذي   والنسائي   وابن ماجه  وابن أبي داود  في المصاحف  وابن المنذر   وابن أبي عاصم   وابن جرير   والطحاوي   وابن حبان   والدارقطني  في الإفراد ،  وابن شاهين  في السنة ،  وابن مردويه   وأبو نعيم  في الحلية -  والبيهقي  عنه - رضي الله تعالى عنه - قال : وافقت ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام إبراهيم  مصلى ، فنزلت : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى   [البقرة 125 ] ، وقلت : يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر ، فلو أمرتهن أن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب ، واجتمع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساؤه من الغيرة فقلت : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك [التحريم 5 ] . 
  وروى  الترمذي  وقال : حسن صحيح عن  ابن عمر   - رضي الله تعالى عنهما - قال : «ما نزل بالناس أمر قط ، فقالوا فيه ، وقال  عمر  إلا نزل القرآن على نحو ما قال  عمر  »  . 
  ومن كراماته  قصة سارية  المشهورة حيث كان يخطب يوم الجمعة في السنة التي مات فيها ، فقال في أثناء كلامه : يا سارية بن الحصين  ، الجبل الجبل ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض فلم يفهموا ما قال ، فقال له  علي  لما نزل : ما هذا الكلام الذي قلته ؟ قال : وقد سمعتني قال :  [ ص: 271 ] سمعتك أنا وكل من في المسجد ، فقال : رأيت أصحابنا  (بنهاوند   ) وقد أحاط بهم العدو ، وهناك جبل فإن اعتصموا إليه سلموا وظفروا ، وإلا فيهلكوا فجاء البشير بعد شهر بخبر نصر المسلمين ، وأنهم سمعوا في ذلك الوقت صوتا يشبه صوت  عمر  ، يا سارية بن حصين  ، الجبل الجبل ، فعدلوا إليه ، فانتصروا وظفروا ، فكشف له عن حال السرية حتى عاينهم ببصره وارتفع بصره وصوته إلى أن سمعوه في ذلك الوقت ، فلما جاءه البشير أخبره بذلك . 
  وفتح على يديه فتوحات كثيرة منها بيت المقدس  ، ومن مناقبه قوله «لو أن جملا من ولد الضأن ، ضاع على شط الفرات  لخفت أن يسألني الله تعالى عنه » ومنها : تواضعه مع رفعة قدره وجلالة منصبه  ومنها أنه كان في عام الرمادة يصوم النهار ، فإذا أمسى أتى بخبز وزيت فجعل يكسر بيده ويثرد الخبز ثم قال : ويحك تأمرنا ، ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت معترين فضعها بين أيديهم ، وقد حلف في ذلك العام أن لا يأكل سمنا ولا سمينا حتى يأكل الناس ، وما أثر عنه من كلماته وجدنا علينا الصبر ، إن الطمع فقر واليأس عز . 
  جالس التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة . 
  كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم ، واسألوا رزق يوم بيوم . 
  وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ومهدوا لها قبل أن تعذبوا ، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية . 
  لو أن مثل الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه . 
  والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها - يعني الخلافة كما دخلت فيها لا أجرا ولا وزرا . 
  ولو نادى مناد من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون الجنة إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو ، ولو نادى مناد من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون النار كلكم إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا هو . 
  وروى  البخاري  عن  ابن عباس   - رضي الله تعالى عنهما - قال : وضع  عمر بن الخطاب  على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع ، وأنا فيهم ، فلم تر عيني إلا رجلا وقد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت ، فإذا هو  علي بن أبي طالب  فترحم على  عمر  ، وقال : ما خلق الله أحدا أحب إلي من أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله ، إن كنت لأظن أن يجعلك مع  [ ص: 272 ] صاحبيك وذلك أني كنت كثيرا أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : «ذهبت أنا وأبو بكر   وعمر  ، وخرجت أنا وأبو بكر   وعمر  ، فإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما »  . 
  رواه  مسلم  عن  أبي بكر   . 
  وروى  مسلم  في صحيحه والحافظ   والبيهقي  عن  ابن عمر   - رضي الله تعالى عنهما - أن  عمر   - رضي الله تعالى عنه - أصاب أرضا بخيبر  ، فقال : يا رسول الله ، إني أصبت أرضا ، والله ما أصبت مالا قط هو أنفس عندي منها فما تأمرني يا رسول الله ؟ قال : إن شئت تصدقت بها وحبست أصلها ، فقال : فجعلها  عمر  صدقة لا تباع ، ولا توهب ، ولا تورث فتصدق بها على الفقراء وذي القربى وفي سبيل الله ، قال ابن عوف   : احبسه قال : والضيف ولا جناح على من وليها أن يأكل بالمعروف ، ويطعم صديقا غير متمول ، قال ابن عوز   : فذكرته  لابن سيرين  فقال : «غير متأثل مالا »  . 
  وروى   [البخاري   ] أن  عمر   - رضي الله تعالى عنه - تصدق بماله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يقال له : ثمغ وكان نخلا فقال  عمر   : يا رسول الله ، إني استنفدت مالا وهو عندي نفيس ، فأردت أن أتصدق به ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «تصدق بأصله لا يباع ، ولا يوهب ، ولا يورث ، ولكن تنفق ثمرته فتصدق به  عمر  ، فصدقته تلك في سبيل الله ، وفي الرقاب ، والمساكين ، والضيف وابن السبيل ، ولذوي القربى ، ولا جناح على من وليه أن يأكل بالمعروف أو يوكل صديقه غير متمول به »  . 
  وروى  البيهقي  عن يحيى بن سعيد  أن صدقة  عمر   - رضي الله تعالى عنه - نسخها لي عبد الحميد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب  في ثمغ أنه إلى  حفصة  ما عاشت تنفق ثمرته حيث أراها الله ، فإن توفيت فإنه إلى ذي الرأي من أهله ، وفي لفظ : «من ولدي » لا يشرى أصله أبدا ، ولا يوهب من وليه فلا حرج عليه في ثمره ، إن أكل أو آكل صديقا غير متأثل مالا فما عفا عنه من ثمره ، فهو للسائل والمحروم ، والضيف ، وذوي القربى ، وابن سبيل وفي سبيل الله ، تنفقه حيث أراها الله عز وجل من ذلك فإن توفيت فإلى ذي الرأي من ولدي والمائة الوسق الذي أطعمني محمد  رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوادي بيدي ، لم أهلكها فإنه مع [ثمغ ] على سنته التي أمرت بها ، وإن شاء لي ثمغ اشترى من ثمره رقيقا لعمله ، وكتب معيقيب  وشهد عبد الله بن الأرقم  ، بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به عبد الله  عمر  أمير المؤمنين : إن حدث به حدث إن ثمغا وصرمة بن الأكوع  والعبد الذي فيه ، والمائة سهم الذي بخيبر  ، ودقيقه الذي  [ ص: 273 ] فيه ، والمائة يعني الوسق الذي أطعمه محمد  رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، تليه  حفصة  ما عاشت ، ثم يليه ذوو الرأي من أهلها ، لا يباع ولا يشترى ، ينفقه حيث رأى في السائل والمحروم ، وذوي القربى ، ولا حرج على وليه إن أكل أو آكل أو اشترى له رقيقا منه »  . 
  وروى  الطبراني  من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم  عن  زيد بن أسلم   - رحمه الله تعالى - أن  عمر   - رضي الله تعالى عنه - قال للستة الذين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، بايعوا لمن بايع له  عبد الرحمن بن عوف  ، فمن أبى فاضربوا عنقه »  . 
  وروى أن  سعيد بن زيد   - رضي الله تعالى عنه - بكى عند موت  عمر   - رضي الله تعالى عنه - فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : على الإسلام أبكي ، إنه بموت  عمر  ثلم الإسلام ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة »  . 
  وروى  [ابن سعد  في الطبقات ] عن زيد بن وهب   - رحمه الله تعالى - قال : أتينا  عبد الله بن مسعود  فذكر  عمر  فبكى حتى ابتل الحصى من دموعه ، وقال : إن  عمر  كان حصنا حصينا للإسلام ، يدخل الإسلام فيه ولا يخرج منه فلما مات أثلم الحصن فإذا الناس يخرجون عن الإسلام ولا يدخلون فيه  . 
  وروى عن أبي وائل   - رضي الله تعالى عنه - قال : قدم علينا  عبد الله بن مسعود  ينعي إلينا  عمر  ، فلم أر يوما كان أكثر باكيا ولا حزينا منه ، ثم قال : والله لو أعلم أن  عمر  كان يحب كلبا لأحببته ، والله إني أحسب العضاة قد وجد فقد  عمر   . 
  وروى عنه قال : قال عبد الله   : لو أن علم  عمر بن الخطاب  وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علم  عمر  »  . 
  وروى عن إبراهيم  عن عبد الله  قال : إني لأحسب  عمر  قد ذهب بتسعة أعشار العلم ، قال : كان  عمر  أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله ، وكان إسلامه فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت خلافته رحمة  . 
  وروى عن  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه قال : قال أبو طلحة الأنصاري   : والله ما أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخله في موت  عمر  نقص في دينهم ودنياهم »  . 
 [ ص: 274 ]   وروى أن  حذيفة  قال : «إنما كان مثل الإسلام أيام  عمر  مثل امرئ مقبل : لم يزل في قتال ، فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار »  . 
    وروى أن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها - قالت : من رأى  ابن الخطاب  علم أنه خلق عونا للإسلام ، كان والله ، أحوذيا ، نسيج وحده ، وقد أعد للأمور أقرانها  . 
  وروى عنه عنها «إذا ذكرتم  عمر  طال المجلس » . 
  وروى عن  طارق بن شهاب  قال : قالت  أم أيمن   - رضي الله تعالى عنها - يوم أصيب  عمر   - رضي الله تعالى عنه - : اليوم وهى الإسلام ، قال  الشعبي   : إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع  عمر  ، فإن  عمر  لم يكن يصنع شيئا حتى يشاور  . 
  قال قتيبة بن جابر   : صحبت  عمر  فما رأيت أقرأ منه لكتاب الله ، ولا أفقه في دين الله ، ولا أحسن دراسة منه . 
  قال الحسن البصري : إذا أراد أحد أن يطيب المجلس ، فأفيضوا في ذكر  عمر   . 
  وروى عنه أنه قال : أي أهل بيت لم يجدوا فقده فهم أهل بيت سوء ، وقال  طلحة بن عبيد الله   : كان  عمر  أزهدنا في الدنيا ، وأرغبنا في الآخرة . 
  وقال  سعد بن أبي وقاص   - رضي الله تعالى عنه - : قد علمنا بأي شيء فضلنا  عمر  ، كان أزهدنا في الدنيا ، ودخل على ابنته  حفصة   - رضي الله تعالى عنها - فقدمت له مرقا وصبت عليه زيتا ، فقال : إدامان في إناء واحد لا آكله حتى ألقى الله عز وجل »  . 
  وقال  أنس   - رضي الله تعالى عنه - : لقد رأيت في قميص  عمر   - رضي الله تعالى عنه - أربع رقاع بين كتفيه وعن أبي عثمان  رأيت  عمر   - رضي الله تعالى عنه - يرمي الجمار وعليه إزار مرقوع بقطعة من أدم وعن غيره أن قميص  عمر  كان فيه أربع عشرة رقعة أحدها من أدم » . 
  
				
						
						
