الباب الرابع عشر في إرساله- صلى الله عليه وسلم- سليط بن عمرو   - رضي الله تعالى عنه- إلى هوذة  وثمامة بن أثال   
هو سليط بن عمرو العامري  ، هاجر الهجرتين ، قال ابن سعد   : وشهد بدرا  ، قتل باليمامة  سنة اثنتي عشرة وقيل : أربع عشر ، بعثه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى هوذة بن علي الحنفي  ، فلما قدم سليط  على هوذة  أكرمه وأنزله ، 
وقرأ كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكان فيه : بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد  رسول الله إلى هوذة بن علي   : سلام على من اتبع الهدى ، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر ، فأسلم تسلم وأجعل لك ما تحت يديك ، فلما قرأه رد ردا دون رد وأجاز سليطا  بجائزة ، وكساه ثوبا من نسج هجر  ، وكتب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله ، وأنا شاعر قومي وخطيبهم ، والعرب تهاب مكاني ، فاجعل لي  [ ص: 358 ] 
بعض الأمر أتبعك ، فقدم سليط  إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وأخبره بما قال ، وقرأ كتابه ، وقال : «لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت . باد وباد ما في يديه» فلما انصرف من عام الفتح جاءه جبريل  فأخبره أنه قد مات  . 
				
						
						
