الباب السابع في وجوب
nindex.php?page=treesubj&link=18282تعظيم أمره وتوقيره وبره ، وبعض ما ورد عن السلف في ذلك
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه [الفتح 9] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم [الحجرات 1 ، 2 ، 3] وقال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا [النور 63] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا [البقرة 104] .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=657181عن nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما- أنه قال : ما كان أحد أحب إلي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ، فإني لم أكن أملأ عيني منه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله تعالى عنه- قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665971كان- صلى الله عليه وسلم- يخرج على أصحابه [من المهاجرين والأنصار وهم جلوس] ، وفيهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلا nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما ، ويبتسمان إليه ويبتسم إليهما .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وصححه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=67913أن أسامة بن شريك قال :
أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حوله كأن على رؤوسهم الطير .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=699011أن قريشا لما وجهوا عروة ابن مسعود إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية ، فرأى تعظيم أصحابه- رضي الله تعالى عنهم- ما رأى ، وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ، فكادوا يقتتلون عليه ، ولا يبصق بصاقا ، ولا يتنخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم ، فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ، ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، فقال لهم حين رجع إليهم : يا معشر قريش إني جئت كسرى وقيصر ، nindex.php?page=showalam&ids=888والنجاشي في ملكهم ، وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=698997إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم محمدا أصحابه وقد رأيت قوما لا يسلمونه أبدا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=692760عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله تعالى عنه- : لقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل ، وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=698997قال nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي [ ص: 437 ]
الله تعالى عنه- : لما أذنت له قريش أن يطوف بالبيت ، حين وجهه- صلى الله عليه وسلم- إليهم في القضية أبى وقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنه ، في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة nindex.php?page=hadith&LINKID=665497أن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالوا لأعرابي جاهل سله- صلى الله عليه وسلم- عمن قضى نحبه وكانوا يهابونه . فسأله ، فأعرض عنه ، إذ طلع nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة فقال : هذا ممن قضى نحبه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في الأدب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في الشمائل ، في حديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=676130قيلة- بقاف مفتوحة ، وتحتية ساكنة- بنت مخرمة ، العنبرية ، فلما رأته جالسا القرفصاء أرعدت من الفرق هيبة له وتعظيما .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في علوم الحديث ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في المدخل في حديث
المغيرة :
«كان أصحابه- صلى الله عليه وسلم- يقرعون بابه بالأظافير» .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى أن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب - رضي الله تعالى عنه- ، قال : لقد كنت أريد أن أسأله- صلى الله عليه وسلم- عن الأمر فأؤخره سنين من هيبته .
تنبيهات
الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9وتعزروه بعين مهملة ، فزاي ، فراء ، أي : يقووه ويعينونه على دينه ، وقرئ بزايين من العز ، وهي الشدة والقوة ، قال
القاضي : ونهى عن التقدم بين يديه ، بآية لا تقدموا السابقة ، وقد اختلف في تفسيرها ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : نهوا عن التقدم بين يديه بالقول وسوء الأدب ، بسبقه بالكلام ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله التستري : لا تقولوا قبل أن يقول ، وإذا قال فاستمعوا له وأنصتوا .
الثاني : اختلف في سبب
nindex.php?page=hadith&LINKID=654274nindex.php?page=treesubj&link=32305نزول قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الآيات ، وقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم . وقيل : نزلت هي و nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي في محاورة كانت بين nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم- واختلاف جرى بينهما حتى ارتفعت أصواتهما عنده- صلى الله عليه وسلم- .
وقيل : نزلت في
nindex.php?page=hadith&LINKID=907040ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي- صلى الله عليه وسلم- في مفاخرة بني تميم ، وكان في أذنيه صمم فكان يرفع صوته فلما نزلت أقام في منزله ، وخشي أن يكون قد حبط عمله ، ثم تفقده النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبر بشأنه ، فدعاه ، فأتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : يا نبي الله ، خشيت أن أكون هلكت ، نهانا الله- تعالى- أن نجهر بالقول ، وأنا امرؤ جهير الصوت .
فقال [ ص: 438 ]
النبي- صلى الله عليه وسلم- : يا ثابت ، أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا ، وتدخل الجنة! فقتل يوم اليمامة ،
سنة اثنتي عشرة ، في ربيع الأول في خلافة الصديق .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656758أن nindex.php?page=showalam&ids=16867أبا بكر - رضي الله تعالى عنه- لما نزلت هذه الآية قال : والله يا رسول الله لا أكلمك بعدها إلا كأخي السرار . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=656758كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله تعالى عنه- إذا حدثه- صلى الله عليه وسلم- حدثه كأخي السرار ، أي كصاحب المبارزة ما كان- صلى الله عليه وسلم- بعد نزول هذه الآية يسمعه حتى يستفهمه ، فأنزل الله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى [الحجرات 3] وقيل :
نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إن الذين ينادونك من وراء الحجرات [الحجرات 4] في غير
بني تميم .
الثالث : اختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=32265سبب نزول قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا [البقرة 104] قال بعض المفسرين : هي لغة كانت في الأنصار ، فنهوا عن قولها تعظيما للنبي- صلى الله عليه وسلم- وتبجيلا ، لأن معناها : ارعنا نرعك ، من المراعاة ، وهي الحفظ والرفق ، فنهوا عن قولها ، إذ مقتضاها كأنهم لا يرعونه إلا برعايته لهم ، بل حقه الذي يجب على كل أحد أن يرعاه على كل حال .
وقيل : كانت اليهود تعرض بها للنبي- صلى الله عليه وسلم- لما سمعوا المسلمين يقولونها انتهازا للفرصة ، فخاطبوه- صلى الله عليه وسلم- بها ، مريدين بها كلمة يتسابون بها ، لأنها عندهم من الرعونة وهي الحمق ، فنهي عن قولها قطعا للذريعة ، ومنعا للتشبه في قولها .
[ ص: 439 ]
الْبَابُ السَّابِعُ فِي وُجُوبِ
nindex.php?page=treesubj&link=18282تَعْظِيمِ أَمْرِهِ وَتَوْقِيرِهِ وَبِرِّهِ ، وَبَعْضِ مَا وَرَدَ عَنِ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ [الْفَتْحِ 9] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهِ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ [الْحُجُرَاتِ 1 ، 2 ، 3] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا [النُّورِ 63] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا [الْبَقَرَةِ 104] .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=hadith&LINKID=657181عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ : مَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ ، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنِي مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنِي مِنْهُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665971كَانَ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْرُجُ عَلَى أَصْحَابِهِ [مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَهُمْ جُلُوسٌ] ، وَفِيهِمْ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ ، فَلَا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَيْهِ بَصَرَهُ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمَا ، وَيَبْتَسِمَانِ إِلَيْهِ وَيَبْتَسِمُ إِلَيْهِمَا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=11998وَأَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=67913أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرَ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=83الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=699011أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا وَجَّهُوا عُرْوَةَ ابْنَ مَسْعُودٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَرَأَى تَعْظِيمَ أَصْحَابِهِ- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ- مَا رَأَى ، وَأَنَّهُ لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا ابْتَدَرُوا وَضُوءَهُ ، فَكَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ ، وَلَا يَبْصُقُ بُصَاقًا ، وَلَا يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً إِلَّا تَلَقَّوْهَا بِأَكُفِّهِمْ ، فَدَلَكُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأَجْسَادَهُمْ ، وَلَا تَسْقُطُ مِنْهُ شَعْرَةٌ إِلَّا ابْتَدَرُوهَا وَإِذَا أَمَرَهُمْ بِأَمْرٍ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيْهِ تَعْظِيمًا لَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ رَجَعَ إِلَيْهِمْ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنِّي جِئْتُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، nindex.php?page=showalam&ids=888وَالنَّجَاشِيَّ فِي مُلْكِهِمْ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا فِي قَوْمٍ قَطُّ مِثْلَ مُحَمَّدٍ فِي أَصْحَابِهِ وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=698997إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ مُحَمَّدًا أَصْحَابُهُ وَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ أَبَدًا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=hadith&LINKID=692760عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- : لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ ، فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ ، وَقَدْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=698997قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ - رَضِيَ [ ص: 437 ]
اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- : لَمَّا أَذِنَتْ لَهُ قُرَيْشٌ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، حِينَ وَجَّهَهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهِمْ فِي الْقَضِيَّةِ أَبَى وَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=665497أَنْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالُوا لِأَعْرَابِيٍّ جَاهِلٍ سَلْهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ وَكَانُوا يَهَابُونَهُ . فَسَأَلَهُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، إِذْ طَلَعَ nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ فَقَالَ : هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ فِي الْأَدَبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=676130قَيْلَةَ- بِقَافٍ مَفْتُوحَةٍ ، وَتَحْتِيَّةٍ سَاكِنَةٍ- بِنْتِ مَخْرَمَةَ ، الْعَنْبَرِيَّةِ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ جَالِسًا الْقُرْفُصَاءَ أُرْعِدَتْ مِنَ الْفَرَقِ هَيْبَةً لَهُ وَتَعْظِيمًا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي عُلُومِ الْحَدِيثِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ فِي حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ :
«كَانَ أَصْحَابُهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَعُونَ بَابَهُ بِالْأَظَافِيرِ» .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12201أَبُو يَعْلَى أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- ، قَالَ : لَقَدْ كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْأَمْرِ فَأُؤَخِّرَهُ سِنِينَ مِنْ هَيْبَتِهِ .
تَنْبِيهَاتٌ
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=9وَتُعَزِّرُوهُ بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ ، فَزَايٍ ، فَرَاءٍ ، أَيْ : يُقَوُّوهُ وَيُعِينُونَهُ عَلَى دِينِهِ ، وَقُرِئَ بِزَايَيْنِ مِنَ الْعَزِّ ، وَهِيَ الشِّدَّةُ وَالْقُوَّةُ ، قَالَ
الْقَاضِي : وَنَهَى عَنِ التَّقَدُّمِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، بِآيَةِ لَا تُقَدِّمُوا السَّابِقَةِ ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِهَا ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثَعْلَبٌ : نُهُوا عَنِ التَّقَدُّمِ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْقَوْلِ وَسُوءِ الْأَدَبِ ، بِسَبْقِهِ بِالْكَلَامِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16065سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ : لَا تَقُولُوا قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ، وَإِذَا قَالَ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا .
الثَّانِي : اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=654274nindex.php?page=treesubj&link=32305نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْآيَاتِ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ هِيَ وَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ فِي مُحَاوَرَةٍ كَانَتْ بَيْنَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاخْتِلَافٍ جَرَى بَيْنَهُمَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=hadith&LINKID=907040ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ خَطِيبِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مُفَاخَرَةِ بَنِي تَمِيمٍ ، وَكَانَ فِي أُذُنَيْهِ صَمَمٌ فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَلَمَّا نَزَلَتْ أَقَامَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَخَشِيَ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ، ثُمَّ تَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأُخْبِرَ بِشَأْنِهِ ، فَدَعَاهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ هَلَكْتُ ، نَهَانَا اللَّهُ- تَعَالَى- أَنْ نَجْهَرَ بِالْقَوْلِ ، وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ .
فَقَالَ [ ص: 438 ]
النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : يَا ثَابِتُ ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا وَتُقْتَلَ شَهِيدًا ، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ! فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ ،
سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ ، فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي خِلَافَةِ الصِّدِّيقِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ ، مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16243طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656758أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=16867أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ بَعْدَهَا إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ . وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=656758كَانَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- إِذَا حَدَّثَهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ ، أَيْ كَصَاحِبِ الْمُبَارَزَةِ مَا كَانَ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهِ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى [الْحُجُرَاتِ 3] وَقِيلَ :
نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ [الْحُجُرَاتِ 4] فِي غَيْرِ
بِنِي تَمِيمٍ .
الثَّالِثُ : اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32265سَبَبِ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا [الْبَقَرَةِ 104] قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : هِيَ لُغَةٌ كَانَتْ فِي الْأَنْصَارِ ، فَنُهُوا عَنْ قَوْلِهَا تَعْظِيمًا لِلنَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَبْجِيلًا ، لِأَنَّ مَعْنَاهَا : ارْعَنَا نَرْعَكَ ، مِنَ الْمُرَاعَاةِ ، وَهِيَ الْحِفْظُ وَالرِّفْقُ ، فَنُهُوا عَنْ قَوْلِهَا ، إِذْ مُقْتَضَاهَا كَأَنَّهُمْ لَا يَرْعَوْنَهُ إِلَّا بِرِعَايَتِهِ لَهُمْ ، بَلْ حَقُّهُ الَّذِي يَجِبُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَرْعَاهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ .
وَقِيلَ : كَانَتِ الْيَهُودُ تُعَرِّضُ بِهَا لِلنَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا سَمِعُوا الْمُسْلِمِينَ يَقُولُونَهَا انْتِهَازًا لِلْفُرْصَةِ ، فَخَاطَبُوهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَا ، مُرِيدِينَ بِهَا كَلِمَةً يَتَسَابُّونَ بِهَا ، لِأَنَّهَا عِنْدَهُمْ مِنَ الرُّعُونَةِ وَهِيَ الْحُمْقُ ، فَنُهِيَ عَنْ قَوْلِهَا قَطْعًا لِلذَّرِيعَةِ ، وَمَنْعًا لِلتَّشَبُّهِ فِي قَوْلِهَا .
[ ص: 439 ]