ذكر ما في الدنيا من أنهار الجنة  
في حديث الإسراء ، في ذكر سدرة المنتهى ، قال : " فإذا يخرج من أصلها نهران باطنان ، ونهران ظاهران ، فالباطنان في الجنة ، والظاهران النيل  والفرات  عنصرهما   " . 
وفي " مسند أحمد    " و " صحيح مسلم    " ، واللفظ له ، من حديث   [ ص: 302 ] عبيد الله بن عمر ،  عن خبيب بن عبد الرحمن ،  عن حفص بن عاصم  ، عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيحان وجيحان والفرات  والنيل ،  كل من أنهار الجنة   " . 
وروى الحافظ الضياء  من طريق عثمان بن سعيد  ، عن سعيد بن سابق ،  عن مسلمة بن علي الخشني ،  عن مقاتل بن حيان ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنزل الله من الجنة خمسة أنهار : سيحون ،  وهو نهر الهند ،  وجيحون ،  وهو نهر بلخ ،  ودجلة  والفرات ،  وهما نهرا العراق ،  والنيل ،  وهو نهر مصر ،  أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة ، من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل ،  فاستودعها الجبال ، وأجراها في الأرض ، وجعل فيها منافع للناس ، من أصناف معايشهم ، فذلك قوله تعالى : وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض    [ المؤمنون : 18 ] . فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل ،  فرفع من الأرض القرآن ، والعلم كله ، والحجر الأسود من ركن البيت ، ومقام إبراهيم ،  وتابوت موسى  بما فيه ، وهذه الأنهار الخمسة ، فرفع كل ذلك إلى السماء ، فذلك قوله : وإنا على ذهاب به لقادرون    [ المؤمنون : 18 ] . فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض ، فقد حرم أهلها خير الدنيا والآخرة   " . وهذا حديث غريب جدا ، بل منكر ،  ومسلمة بن علي  ضعيف الحديث عند الأئمة . 
 [ ص: 303 ] وقد وصف الله سبحانه عيون الجنة بكثرة الجريان ، وأن أهل الجنة حيث شاءوا فجروها ، أي استنبطوها ، وفي أي المحال أحبوا نبعت لهم العيون بفنون المشارب والمياه ، وقد قال ابن مسعود    : ما في الجنة عين إلا تنبع من تحت جبل من مسك   . 
وروى الأعمش ،  عن عمرو بن مرة ،  عن مسروق ،  عن ابن مسعود ،  أنه قال : أنهار الجنة تفجر من جبل مسك   . 
وقد جاء هذا في حديث مرفوع ، رواه  الحاكم  في " مستدركه " ، فقال : أنبأنا الأصم ،  أنبأنا الربيع بن سليمان ،  حدثنا أسد بن موسى ،  حدثنا ابن ثوبان ،  عن عطاء بن قرة ،  عن عبد الله بن ضمرة ،  عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يسقيه الله من الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا ، ومن سره أن يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا ، أنهار الجنة تفجر من تحت تلال - أو جبال - المسك ، ولو كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا ، لكان ما يحليه الله تعالى به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					