فصل في أشجار الجنة  
قال الله تعالى : وندخلهم ظلا ظليلا    [ النساء : 57 ] . وقال تعالى : ذواتا أفنان    [ الرحمن : 48 ] . والأفنان : الأغصان ، وقال : مدهامتان   [ ص: 304 ]   [ الرحمن : 64 ] . أي من كثرة ريهما ، واشتباك أشجارهما . وقال تعالى : وجنى الجنتين دان    [ الرحمن : 54 ] . أي قريب من التناول ، وهم على فرشهم . كما قال : ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا    [ الإنسان : 14 ] . وقال : قطوفها دانية    [ الحاقة : 23 ] . وقال : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة  الواقعة : [ 27 - 33 ] . وقال : فيهما فاكهة ونخل ورمان    [ الرحمن : 68 ] . وقال : فيهما من كل فاكهة زوجان    [ الرحمن : 52 ] . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثنا عبد الله بن سعيد  ، حدثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز ،  عن أبيه ، عن جده ، عن أبي حازم ،  عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . " ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب    " . 
وكذا رواه الترمذي ،  عن  أبي سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الأشج ،  وقال : حسن صحيح . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثني حمزة بن العباس ،  أخبرنا عبد الله بن عثمان ،  أخبرنا ابن المبارك ،  أخبرنا سفيان ،  عن حماد  ، عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس ،  قال : نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر ، وكربها ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة  ، منها مقطعاتهم وحللهم ، وثمرها أمثال القلال   [ ص: 305 ] والدلاء ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، ليس فيه عجم   . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ،  حدثنا  أبو عامر العقدي ،  حدثنا زمعة بن صالح  ، عن سلمة بن وهرام ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس  قال : الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ، قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام في كل نواحيها . قال : فيخرج إليها أهل الجنة ، أهل الغرف وغيرهم ، فيتحدثون في ظلها ، فيشتهي بعضهم ، ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله تعالى ريحا من الجنة ، فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا   . 
وثبت في " الصحيحين " من رواية وهيب  ، عن أبي حازم  ، عن سهل بن سعد  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها   " . قال : فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي ،  فقال : حدثني أبو سعيد الخدري ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها    " . 
 [ ص: 306 ] وفي " صحيح  البخاري    " ، من حديث  سعيد بن أبي عروبة ،  عن قتادة ،  عن أنس بن مالك  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : وظل ممدود    [ الواقعة : 30 ] . قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها   " . 
وقال أحمد    : حدثنا سريج ،  حدثنا فليح  ، عن هلال بن علي ،  عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ،  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة " . اقرءوا إن شئتم : وظل ممدود    . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقاب قوس أو سوط في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب   " . 
ورواه  البخاري ،  عن محمد بن سنان  ، عن فليح    . 
ولمسلم  من طريق  الأعرج ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها   " . 
 [ ص: 307 ] طريق أخرى عن  أبي هريرة    : قال الإمام أحمد    : حدثنا موسى بن داود ،  حدثنا ابن لهيعة ،  عن  أبي يونس سليم بن جبير  ، عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، وإن ورقها ليخمر الجنة   " . 
طريق أخرى : قال الإمام أحمد    : حدثنا حجاج  ، حدثنا  ليث بن سعد  ، حدثني  سعيد بن أبي سعيد المقبري ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة   " . 
طريق أخرى : قال الإمام أحمد    : حدثنا عبد الرحمن ،  عن حماد  ، عن محمد بن زياد  ، سمعت  أبا هريرة  قال : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					