[ ص: 33 ] مولده المبارك صلى الله عليه وسلم 
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق ،  قال : أخبرنا أحمد بن أبي الفتح ،  والفتح بن عبد الله ،  قالا : أخبرنا محمد بن عمر الفقيه ،  قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ،  قال : أخبرنا علي بن عمر الحربي ،  قال : حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي ،  قال : حدثنا  يحيى بن معين ،  قال : حدثنا  حجاج بن محمد ،  قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ،  عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس   : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل  " . صحيح . 
وقال ابن إسحاق   : حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ،  عن أبيه ، عن جده قيس بن مخرمة بن عبد المطلب ،  قال : " ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل  . كنا لدين  " أخرجه الترمذي ،  وإسناده حسن . 
وقال  إبراهيم بن المنذر الحزامي   : حدثنا سليمان النوفلي ،  عن أبيه ، عن محمد بن جبير بن مطعم ،  قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل ، وكانت عكاظ  بعد الفيل بخمس عشرة ، وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل . وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين سنة من الفيل  . 
وقال شباب العصفري   : حدثنا يحيى بن محمد ،  قال : حدثنا عبد العزيز بن عمران ،  قال : حدثني الزبير بن موسى ،  عن أبي  [ ص: 34 ] الحويرث ،  قال : سمعت قباث بن أشيم  يقول : أنا أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكبر مني ، وقفت بي أمي على روث الفيل محيلا أعقله ، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل  " . 
يحيى هو أبو زكير ،  وشيخه متروك الحديث . 
وقال  موسى بن عقبة ،  عن ابن شهاب  قال : بعث الله محمدا  صلى الله عليه وسلم على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة ،  وكان بين مبعثه وبين أصحاب الفيل سبعون سنة  . كذا قال . 
وقد قال إبراهيم بن المنذر  وغيره : هذا وهم لا يشك فيه أحد من علمائنا . إن رسول الله ولد عام الفيل وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل . 
وقال يعقوب القمي ،  عن جعفر بن أبي المغيرة ،  عن ابن أبزى ،  قال : كان بين الفيل وبين مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين  . وهذا قول منقطع . 
وأضعف منه ما روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة ،  وهو ضعيف ، قال : حدثنا عقبة بن مكرم ،  قال : حدثنا المسيب بن شريك ،  عن شعيب بن شعيب ،  عن أبيه ، عن جده ، قال : حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم في عاشوراء المحرم ، وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل  . وهذا حديث ساقط كما ترى . 
وأوهى منه ما يروى عن الكلبي   -وهو متهم ساقط عن أبي صالح باذام ،  عن ابن عباس ،  قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفيل بخمس عشرة سنة  . قد تقدم ما يبين كذب هذا القول عن ابن عباس  بإسناد صحيح . 
قال خليفة بن خياط   : المجمع عليه أنه ولد عام الفيل . 
 [ ص: 35 ] وقال الزبير بن بكار   : حدثنا محمد بن حسن ،  عن عبد السلام بن عبد الله ،  عن معروف بن خربوذ  وغيره من أهل العلم ، قالوا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل ، وسميت قريش   " آل الله " وعظمت في العرب . ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول ، وقيل : من رمضان يوم الاثنين حين طلع الفجر . 
وقال أبو قتادة الأنصاري   : سأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ قال : " ذاك يوم ولدت فيه وفيه أوحي إلي  " . أخرجه مسلم   . 
وقال عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ،  عن الزهري ،  عن  سعيد بن المسيب  وغيره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في ليلة الاثنين من ربيع الأول عند ابهرار النهار  . 
وروى ابن إسحاق  قال : حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ،  عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ،  قال : حدثني من شئت من رجال قومي ، عن حسان بن ثابت ،  قال : إني والله لغلام يفعة ، إذ سمعت يهوديا وهو على أطمة يثرب  يصرخ : يا معشر يهود ، فلما اجتمعوا إليه ، قالوا : ويلك ما لك ؟ قال : طلع نجم أحمد الذي يبعث به الليلة  . 
وقال ابن لهيعة ،  عن خالد بن أبي عمران ،  عن حنش ،  عن ابن عباس ،  قال : ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ونبئ يوم الاثنين ، وخرج من مكة  يوم الاثنين ، وقدم المدينة  يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين  . رواه أحمد  في مسنده ، وأخرجه الفسوي  في  [ ص: 36 ] تاريخه . 
وقال شيخنا أبو محمد الدمياطي  في " السيرة " من تأليفه ، عن  أبي جعفر محمد بن علي ،  قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لعشر ليال خلون من ربيع الأول ، وكان قدوم أصحاب الفيل قبل ذلك في النصف من المحرم  . 
وقال أبو معشر نجيح   : ولد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول . 
قال الدمياطي   : والصحيح قول أبي جعفر ،  قال : ويقال : إنه ولد في العشرين من نيسان . 
وقال  أبو أحمد الحاكم   : ولد بعد الفيل بثلاثين يوما . قاله بعضهم : قال : وقيل بعده بأربعين يوما . 
قلت : لا أبعد أن الغلط وقع من هنا على من قال ثلاثين عاما أو أربعين عاما ، فكأنه أراد أن يقول يوما فقال عاما . 
وقال  الوليد بن مسلم ،  عن شعيب بن أبي حمزة ،  عن  عطاء الخراساني ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس  أن عبد المطلب  ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه ، وصنع له مأدبة وسماه محمدا   . 
وهذا أصح مما رواه ابن سعد   : أخبرنا يونس بن عطاء المكي ،  قال : حدثنا الحكم بن أبان العدني ،  قال حدثنا عكرمة ،  عن ابن عباس ،  عن أبيه العباس  قال : ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا ، فأعجب ذلك عبد المطلب  وحظي عنده ، وقال : ليكونن لابني هذا شأن  . 
تابعه سليمان بن سلمة الخبائري ،  عن يونس ،  لكن أدخل فيه بين يونس  والحكم   : عثمان بن ربيعة الصدائي   . 
 [ ص: 37 ] قال شيخنا الدمياطي   : ويروى عن أبي بكرة ،  قال : ختن جبريل  رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طهر قلبه  . 
قلت : هذا منكر . 
				
						
						
