الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) ، الجملة حال ، التقدير : غير آتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، أي : إن دخول الجنة لا بد أن يكون على ابتلاء شدائد ، وصبر على ما ينال من أذى الكفار ، والفقر ، والمجاهدة في سبيل الله ، وليس ذلك على مجرد الإيمان فقط ، بل سبيلكم في ذلك سبيل من تقدمكم من أتباع الرسل . خاطب بذلك الله تعالى عباده المؤمنين ، ملتفتا إليهم على سبيل التشجيع والثبيت لهم ، وإعلاما لهم أنه لا يضر كون أعدائكم لا يوافقون ؛ فقد اختلفت الأمم على أنبيائها ، وصبروا حتى أتاهم النصر . و " لما " أبلغ في النفي من " لم " ؛ لأنها تدل على نفي الفعل متصلا بزمان الحال ، فهي لنفي التوقع . والمثل : الشبه ، إلا أنه مستعار لحال غريبة ، أو قضية عجيبة لها شأن ، وهو على حذف مضاف ، التقدير : مثل محنة الذين خلوا من قبلكم ، وعلى حذف موصوف تقديره " المؤمنين " . والذين خلوا من قبلكم ، متعلق بـ " خلوا " ، وهو كأنه توكيد ؛ لأن الذين خلوا يقتضي التقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية