الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله ) قال ابن عباس : هي التوراة والإنجيل من وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - والإيمان به ، كما بين في قوله : ( يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) قاله قتادة ، والسدي ، والربيع ، وابن جريج . أو القرآن من جهة قولهم : ( إنما يعلمه بشر ) ( إن هذا إلا إفك ) ( أساطير الأولين ) والآيات التي أظهرها على يديه من انشقاق القمر ، وحنين الجذع ، وتسبيح الحصى ، وغير ذلك . أو محمد والإسلام ، قاله قتادة ، أو ما تلاه من أسرار كتبهم وغريب أخبارهم ، قاله ابن بحر أو كتب الله ، أو الآيات التي يبين لهم فيها صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحة نبوته ، وأمروا فيها باتباعه ، قاله أبو علي .

( وأنتم تشهدون ) جملة حالية أنكر عليهم كفرهم بآيات الله وهم يشهدون [ ص: 490 ] أنها آيات الله ، ومتعلق الشهادة محذوف ، يقدر على حسب تفسير الآيات ، فيقدر بما يناسب ما فسرت به ، فلذلك قال قتادة ، والسدي ، والربيع : وأنتم تشهدون بما يدل على صحتها من كتابكم الذي فيه البشارة .

وقيل : تشهدون بمثلها من آيات الأنبياء التي تقرون بها ، وقيل : بما عليكم فيه من الحجة . وقيل : إن كتبكم حق ، ولا تتبعون ما أنزل فيها . وقيل : بصحتها إذا خلوتم . فيكون : تشهدون ، بمعنى : تقرون وتعترفون . وقال الراغب : أو عنى ما يكون من شهادتهم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم .

وقيل : تكفرون بآيات الله : تنكرون كون القرآن معجزا ، ثم تشهدون بقلوبكم وعقولكم أنه معجز .

التالي السابق


الخدمات العلمية