الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولا يحيطون بشيء من علمه ) الإحاطة تقتضي الحفوف بالشيء من جميع جهاته ، والاشتمال عليه ، والعلم هنا المعلوم ؛ لأن علم الله الذي هو صفة ذاته لا يتبعض ، كما جاء في حديث موسى والخضر : ما نقص علمي وعلمك من علمه إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر . والاستثناء يدل على أن المراد بالعلم المعلومات ، وقالوا : اللهم اغفر علمك فينا ، أي : معلومك ، والمعنى : لا يعلمون من الغيب الذي هو معلوم الله شيئا إلا ما شاء أن يعلمهم ، قاله الكلبي . وقال الزجاج : إلا بما أنبأ به الأنبياء تثبيتا لنبوتهم . و ( بشيء ) و ( بما شاء ) متعلقان بـ ( يحيطون ) وصار تعلق حرفي جر من جنس واحد بعامل واحد ؛ لأن ذلك على طريق البدل ، نحو قولك : لا أمر بأحد إلا بزيد ، والأولى أن تقدر مفعول ( شاء ) أن يحيطوا به ، لدلالة قوله : ( ولا يحيطون ) على ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية