17310  ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، ثنا أبو العباس  ، ثنا  أحمد بن عبد الجبار  ، ثنا  يونس بن بكير  ، عن  ابن إسحاق  في قصة تبوك  ، قال : فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثنية نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم ؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ الثنية ، وكان معه  حذيفة بن اليمان  ،  وعمار بن ياسر  رضي الله عنهما ، وكره  [ ص: 33 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزاحمه في الثنية أحد ، فسمعه ناس من المنافقين ، فتخلفوا ، ثم اتبعه رهط من المنافقين ، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حس القوم خلفه ، فقال لأحد صاحبيه : " اضرب وجوههم " . فلما سمعوا ذلك ورأوا الرجل مقبلا نحوهم وهو  حذيفة بن اليمان  انحدروا جميعا ، وجعل الرجل يضرب رواحلهم ، وقالوا : إنما نحن أصحاب أحمد  وهم متلثمون لا يرى شيء إلا أعينهم ، فجاء صاحبه بعد ما انحدر القوم ، فقال : هل عرفت الرهط ؟ فقال : لا والله يا نبي الله ولكني قد عرفت رواحلهم ، فانحدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الثنية ، وقال لصاحبيه : هل تدرون ما أراد القوم ؟ أرادوا أن يزحموني من الثنية فيطرحوني منها ، فقالا : أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس ، فقال : " أكره أن يتحدث الناس أن محمدا  قد وضع يده في أصحابه يقتلهم   "  . وذكر القصة . 
				
						
						
