17313  ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، أنبأ أبو جعفر البغدادي  ، ثنا أبو علاثة  ، ثنا أبي ، ثنا  ابن لهيعة  ، عن أبي الأسود  ، عن عروة  ، قال : ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجهز غازيا يريد الشام  ، فأذن في الناس بالخروج ، وأمرهم به في قيظ شديد في ليالي الخريف ، فأبطأ عنه ناس كثير ، وهابوا الروم  ، فخرج أهل الحسبة ، وتخلف المنافقون ، وحدثوا أنفسهم أنه لا يرجع أبدا ، وثبطوا عنه من أطاعهم ، وتخلف عنه رجال من المسلمين لأمر كان لهم فيه عذر ، فذكر القصة ، قال : وأتاه جد بن قيس  وهو جالس في المسجد معه نفر ، فقال : يا رسول الله ائذن لي في القعود ؛ فإني ذو ضيعة وعلة لي بها عذر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :  " تجهز فإنك موسر لعلك تحقب بعض بنات الأصفر " ، فقال : يا رسول الله ائذن لي ، ولا تفتني ببنات الأصفر ، فأنزل الله عز وجل فيه وفي أصحابه : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين   ) عشر آيات يتبع بعضها بعضا ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون معه ، وكان فيمن تخلف ابن عنمة  أو عنمة  من بني عمرو بن عوف  ، فقيل له : ما خلفك ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : الخوض واللعب . فأنزل الله عز وجل فيه وفيمن تخلف من المنافقين : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون   ) ثلاث آيات متتابعات  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					