النوع الثاني والخمسون : معرفة ألقاب المحدثين   ومن يذكر معهم  
وفيها كثرة ، ومن لا يعرفها يوشك أن يظنها أسامي ، وأن يجعل من ذكر باسمه في موضع وبلقبه في موضع شخصين ، كما اتفق لكثير ممن ألف .   
وممن صنفها   أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ  ، ثم   أبو الفضل بن الفلكي الحافظ   .   
 [ ص: 339 ] وهي تنقسم إلى ما يجوز التعريف به ، وهو ما لا يكرهه الملقب ، وإلى ما لا يجوز ، وهو ما يكرهه الملقب .   
وهذا أنموذج منها مختار :  
روينا عن   عبد الغني بن سعيد الحافظ  أنه قال : رجلان جليلان ، لزمهما لقبان قبيحان :  معاوية بن عبد الكريم الضال  ، وإنما ضل في طريق  مكة   ،  وعبد الله بن محمد الضعيف  ، وإنما كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه .   
قلت : وثالث ، وهو   عارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي  ، وكان عبدا صالحا بعيدا من العرامة .   
والضعيف هو الطرسوسي أبو محمد  ، سمع   أبا معاوية الضرير  وغيره ، كتب عنه   أبو حاتم الرازي  ، وزعم   أبو حاتم بن حبان  أنه قيل له  الضعيف  لإتقانه وضبطه .   
غندر : لقب محمد بن جعفر البصري أبي بكر  ، وسببه ما روينا أن   ابن جريج  قدم  البصرة   ، فحدثهم بحديث عن   الحسن البصري  ، فأنكروه عليه وشغبوا ، وأكثر   محمد بن جعفر  من الشغب عليه ، فقال له :      [ ص: 340 ] اسكت يا  غندر  ، وأهل  الحجاز   يسمون المشغب  غندرا     .   
ثم كان بعده غنادرة ، كل منهم يلقب  بغندر  ، منهم :   محمد بن جعفر الرازي أبو الحسين غندر  ، روى عن   أبي حاتم الرازي  وغيره .   
ومنهم :  محمد بن جعفر أبو بكر البغدادي غندر ، الحافظ الجوال  ، حدث عنه  أبو نعيم الحافظ  وغيره .   
ومنهم :   محمد بن جعفر بن دران البغدادي أبو الطيب  ، روى عن  أبي خليفة الجمحي  وغيره .   
وآخرون لقبوا بذلك ، ممن ليس  بمحمد بن جعفر   .   
غنجار : لقب عيسى بن موسى التيمي أبي أحمد البخاري  ، متقدم ، حدث عن  مالك   والثوري  وغيرهما ، لقب بغنجار لحمرة وجنتيه .   
وغنجار آخر متأخر ، وهو  أبو عبد الله محمد بن أحمد البخاري الحافظ  ، صاحب تاريخ بخارى ، مات سنة ثنتي عشرة وأربعمائة ، والله أعلم .   
صاعقة : هو أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم الحافظ  ، روى عنه  البخاري  وغيره ، قال  أبو علي الحافظ     : " إنما لقب صاعقة لحفظه وشدة مذاكرته ومطالباته " .   
شباب : لقب خليفة بن خياط العصفري  ، صاحب التاريخ ، سمع  غندرا  وغيره .   
 [ ص: 341 ] زنيج بالنون والجيم : لقب أبي غسان محمد بن عمرو الأصبهاني الرازي  ، روى عنه  مسلم  وغيره .   
رسته : لقب عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني   .   
سنيد : لقب الحسين بن داود المصيصي  ، صاحب التفسير ، روى عنه  أبو زرعة  وأبو حاتم  الحافظان وغيرهما .   
بندار : لقب محمد بن بشار البصري  ، روى عنه  البخاري  ومسلم  والناس ، قال  ابن الفلكي   : إنما لقب بهذا لأنه كان بندار الحديث .   
قيصر : لقب أبي النضر هاشم بن القاسم  المعروف ، روى عنه   أحمد بن حنبل  وغيره .   
الأخفش  : لقب جماعة منهم  أحمد بن عمران البصري النحوي  ، متقدم ، روى عن   زيد بن الحباب  وغيره ، وله غريب الموطأ  .   
وفي النحويين أخافش ثلاثة مشهورون : أكبرهم :  أبو الخطاب   [ ص: 342 ] عبد الحميد بن عبد المجيد  ، وهو الذي ذكره   سيبويه  في كتابه ، والثاني :  سعيد بن مسعدة أبو الحسن  ، الذي يروى عنه كتاب   سيبويه  ، وهو صاحبه .  والثالث :  أبو الحسن علي بن سليمان  ، صاحب أبوي  العباس  النحويين :  أحمد بن يحيى الملقب بثعلب  ،   ومحمد بن يزيد الملقب بالمبرد   .   
مربع : بفتح الباء المشددة ، هو محمد بن إبراهيم الحافظ البغدادي   .   
جزرة : لقب صالح بن محمد البغدادي الحافظ  ، لقب بذلك من أجل أنه سمع من بعض الشيوخ ما روي عن   عبد الله بن بسر   أنه كان يرقي بخرزة ، فصحفها وقال : " جزرة " ، بالجيم ، فذهبت عليه ، وكان ظريفا له نوادر تحكى .   
عبيد العجل : لقب أبي عبد الله الحسين بن محمد بن حاتم البغداذي الحافظ   .   
كيلجة : هو محمد بن صالح البغداذي الحافظ   .   
 [ ص: 343 ] ما غمه : بلفظ النفي لفعل الغم ، هو لقب  علان بن عبد الصمد ، وهو علي بن الحسين بن عبد الصمد البغداذي الحافظ  ، ويجمع فيه بين اللقبين ، فيقال :  علان  ما غمه .   
وهؤلاء البغداذيون الخمسة ، روينا أن   يحيى بن معين  هو لقبهم ، وهم من كبار أصحابه وحفاظ الحديث .   
سجادة  المشهور : هو  الحسن بن حماد  ، سمع  وكيعا  وغيره .   
مشكدانه     : ومعناه بالفارسية حبة المسك ، أو وعاء المسك ، لقب  عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان   .   
مطين : بفتح الياء ، لقب أبي جعفر الحضرمي  ، خاطبهما بذلك   أبو نعيم الفضل بن دكين  فلقبا بهما .   
عبدان : لقب لجماعة ، أكبرهم  عبد الله بن عثمان المروزي ، صاحب ابن المبارك  وراويته ، روينا عن   محمد بن طاهر المقدسي  أنه إنما قيل له : "  عبدان     " لأن كنيته  أبو عبد الرحمن  ، واسمه  عبد الله  ، فاجتمع في كنيته واسمه  العبدان  ، وهذا لا يصح ، بل ذلك من تغيير العامة للأسامي وكسرهم لها في زمان صغر المسمى أو نحو ذلك ، كما قالوا في      [ ص: 344 ] علي     : "  علان     " ، وفي   أحمد بن يوسف السلمي  وغيره : "  حمدان     " ، وفي  وهب بن بقية الواسطي : " وهبان     " ، والله أعلم .   
				
						
						
