الخامسة :  الكتب المخرجة على كتاب   البخاري  أو كتاب  مسلم   رضي الله عنهما لم يلتزم مصنفوها فيها موافقتهما في ألفاظ الأحاديث      [ ص: 23 ] بعينها من غير زيادة ونقصان ، لكونهم رووا تلك الأحاديث من غير جهة   البخاري  ومسلم  ، طلبا لعلو الإسناد ، فحصل فيها بعض التفاوت في الألفاظ .  
وهكذا ما أخرجه المؤلفون في تصانيفهم المستقلة كالسنن الكبير  للبيهقي  ، وشرح السنة  لأبي محمد البغوي  ، وغيرهما مما قالوا فيه : " أخرجه   البخاري  أو  مسلم     " ، فلا يستفاد بذلك أكثر من أن   البخاري  أو  مسلما  أخرج أصل ذلك الحديث مع احتمال أن يكون بينهما تفاوت في اللفظ ، وربما كان تفاوتا في بعض المعنى ، فقد وجدت في ذلك ما فيه بعض التفاوت من حيث المعنى .  
وإذا كان الأمر في ذلك على هذا فليس لك أن تنقل حديثا منها وتقول : هو على هذا الوجه في كتاب   البخاري  أو كتاب  مسلم  ، إلا أن تقابل لفظه ، أو يكون الذي خرجه قد قال أخرجه   البخاري  بهذا اللفظ .  
بخلاف الكتب المختصرة من الصحيحين ، فإن مصنفيها نقلوا فيها ألفاظ الصحيحين أو أحدهما .  
غير أن    " الجمع بين الصحيحين "  للحميدي الأندلسي   منها يشتمل على زيادة تتمات لبعض الأحاديث كما قدمنا ذكره ، فربما نقل من      [ ص: 24 ] لا يميز بعض ما يجده فيه عن الصحيحين أو أحدهما وهو مخطئ ، لكونه من تلك الزيادات التي لا وجود لها في واحد من الصحيحين .  
ثم إن التخاريج المذكورة على الكتابين يستفاد منها فائدتان : إحداهما : علو الإسناد . والثانية : الزيادة في قدر الصحيح ، لما يقع فيها من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث ، تثبت صحتها بهذه التخاريج ؛ لأنها واردة بالأسانيد الثابتة في الصحيحين أو أحدهما ، وخارجة من ذلك المخرج الثابت ، والله أعلم .  
				
						
						
