[ ص: 54 ]  [ ص: 55 ] المقدمة الثانية 
فيما يتعين أن يكون على خاطر الفقيه  من أصول الفقه ، وقواعد الشرع ، واصطلاحات العلماء حتى تخرج الفروع على القواعد والأصول ، فإن كل فقه لم يخرج على القواعد ، فليس بشيء . 
ولم أتعرض فيها لبيان مدارك الأصول ، فإن ذلك من وظيفة الأصولي ، لا من وظائف الفقيه ، فإن مقدمات كل علم توجد فيه مسلمة ، فمن أراد ذلك فعليه بكتبه . 
واعتمدت في هذه المقدمة على أخذ جملة كتاب الإفادة للقاضي  عبد الوهاب  ، وهو مجلدان في أصول الفقه ، وجملة الإشارة  للباجي  ، وكلام  ابن القصار  في أول تعليقه في الخلاف ، وكتاب المحصول للإمام  فخر الدين  بحيث إني لم أترك من هذه الكتب الأربعة إلا المآخذ ، والتقسيم ، والشيء اليسير من مسائل الأصول مما لا يكاد الفقيه يحتاجه مع أني زدت مباحث ، وقواعد ، وتلخيصات ليست في المحصول ، ولا في سائر الكتب الثلاثة ، ولخصت جميع ذلك في مائة فصل ، وفصلين في عشرين بابا ، وسميتها تنقيح الفصول في علم الأصول لمن أراد أن يكتبها وحدها خارجة عن هذا الكتاب . 
				
						
						
