الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                السنة الخامسة : قال : رد اليدين من مؤخر الرأس إلى مقدمه ، وأن يبدأ به ، وفي الموطأ عن عمر بن يحيى المازري أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل تستطيع أن تريني كيف كان عليه الصلاة [ ص: 278 ] والسلام يتوضأ ؟ قال عبد الله : نعم ، فدعا بوضوئه ، فأفرغ على يده ، فغسل يديه مرتين مرتين ، ثم مضمض ، واستنثر ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ، ثم مسح رأسه بيديه ، فأقبل بهما ، وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما حتى رجعا إلى المكان الذي بدأ منه ، ثم غسل رجليه .

                                                                                                                واختلف العلماء في قوله في بعض الروايات : فأقبل بهما ، وأدبر ، فقيل : الواو لا تقتضي الترتيب إذ الواقع أنه أدبر بهما ، وأقبل ، وقيل : أقبل بهما على قفاه ، وأدبر بهما عن قفاه ، فإن الإقبال ، والإدبار من الأمور النسبية ، وقيل : بدأ من وسط الرأس ، وأقبل بيديه على وجهه ، ثم أدبر بهما على قفاه ، ثم ردهما إلى موضع ابتدائه ، ويمنع هذا قوله في الحديث ( من مقدم رأسه ) ، وأن أعضاء الوضوء كلها تبتدأ من أطرافها لا من أوساطها .

                                                                                                                وأما قول ابن الجلاب : يبدأ من مقدم رأسه إلى قفاه ، واضعا أصابعه على وسط رأسه رافعا راحتيه عن فوديه ، ثم يقبل بهما لاصقا راحتيه بفوديه مفرقا أصابع يديه - فهذه الصفة لم تعلم لغيره ، قصد بها على زعمه عدم التكرار ، وخالف السنة ؛ إذ التكرار لا يلزم من ترك ما قاله ; لأن التكرار إنما يكون بتجديد الماء بدليل أن دلك اليد مرارا بماء واحد لا يعد إلا مرة واحدة ، فكذلك ها هنا .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية