الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " فإذا قال : " ولا الضالين " . قال : آمين فيرفع بها صوته ليقتدي به من خلفه لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمن الإمام فأمنوا وبالدلالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جهر بها وأمر الإمام بالجهر بها " قال الشافعي " ، رحمه الله : وليسمع من خلفه أنفسهم "

                                                                                                                                            [ ص: 111 ] قال الماوردي : وهذا كما قال وإذا فرغ الإمام من قراءة الفاتحة فقال : ولا الضالين فمن السنة أن يقول بعده : آمين ليشترك فيه الإمام والمأموم جهرا في صلاة الجهر على ما نذكره

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : يسر به الإمام والمأموم في صلاة الجهر والإسرار

                                                                                                                                            وقال مالك : يقوله المأموم وحده دون الإمام : استدلالا برواية عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا قال الإمام : ولا الضالين . فقولوا : آمين . قال : " لأن من سنة الدعاء أن يؤمن عليه غير من يدعو به

                                                                                                                                            ودليلنا : رواية الشافعي عن مالك ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وروى الشافعي عن سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن بلال أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبقني بآمين وروى قيس بن وائل بن حجر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بآمين وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى قال آمين حتى يسمع لصوته طنين

                                                                                                                                            وقد روي عن ابن عباس أنه قال : " ما حسدتكم النصارى على شيء كما حسدتكم على قول آمين "

                                                                                                                                            ومعناه اللهم استجب

                                                                                                                                            [ ص: 112 ] فأما استدلالهم برواية وائل بن حجر فقد روينا عنه ما عارضنا ، وأما استشهادهم بأن التأمين على الدعاء يكون من غير الداعي فهذا مستمر في غير الصلاة ، وأما الدعاء في الصلاة فمخالف له

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية