الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : قد مضى الكلام في الجمع بين الصلاتين لأجل المطر في المسجد ، فأما إذا [ ص: 399 ] أراد الجمع بينهما في منزله ، أو في المسجد وكان بينهما ساباط يرفع عنه أذى المطر ففي جواز ذلك قولان :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو قوله في " الإملاء " : يجوز له الجمع في جماعة ، وفرادى لرواية ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين في المطر ، وقد كان منزله في المسجد .

                                                                                                                                            والقول الثاني : نص عليه في كتاب " الأم " : لا يجوز له الجمع لا في جماعة ، ولا منفردا : لأن الجمع بينهما يجوز لأجل المشقة ، وما يلحقه من أذى المطر ، وإذا عدم هذا المعنى امتنع جواز الجمع ، وما روي من جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلعله كان وهو في غير منزل عائشة ، رضي الله عنها ، لأنه قد كان يطوف على نسائه ، ولم يكن منزل جميع نسائه في المسجد ، وإنما كان منزل عائشة رضي الله عنها وحدها فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية