الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " وأن يمشي إلى المصلى ويلبس عمامة ويمشي [ ص: 487 ] الناس ويلبسون العمائم ويمسون من طيبهم قبل أن يغدوا ، وروى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ركب في عيد ولا جنازة قط ( قال الشافعي ) : وأحب ذلك إلا أن يضعف فيركب " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال يستحب لمن قصد المصلى لصلاة العيد ، أن يكون ماشيا لا راكبا ، لرواية الزهري قال : ما ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيد ولا جنازة قط ، ولأنه إذا مشى قصرت خطاه فكثر ثوابه ، ولأن لا يؤذي بركوبه من جاوره أو خالطه ، إلا أن يضعف عن المشي لمرضه أو لطول طريقه فلا بأس أن يركب ، وكذلك لو كان البلد ثغرا لأهل الجهاد يقرب من بلد العدو فركوبهم وإظهار زيهم وسلاحهم أولى ، لما فيه من إعزاز الدين وتحصين المسلمين ، فأما الراجع إلى منزله بعد فراغه من الصلاة فإن شاء ركب وإن شاء مشى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية