الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " وأكره إخراج من يخالف الإسلام للاستسقاء في موضع مستسقى المسلمين وأمنعهم من ذلك وإن خرجوا متميزين لم أمنعهم من ذلك " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وإنما كرهنا إخراج أهل الذمة معنا لقوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم [ المائدة : 51 ] . وفي إخراجهم معنا رضا بهم وتول لهم ، ولأن الكفار عصاة لا يرجى لهم إجابة دعوتهم ، وربما ردت دعوة المسلمين بمخالطتهم والسكون إليهم ، فإن خرجوا إلى بيعهم وكنائسهم لم يمنعوا ؛ لأن ذلك طلب رزق ورجاء فضل ، وما عند الله واسع .

                                                                                                                                            قال الشافعي لكن ينبغي للإمام أن يحرص على أن يكون خروجهم في يوم غير اليوم الذي يخرج فيه المسلمون ، لأن لا تقع بينهم المساواة والمضاهاة في ذلك ، فإن خرجوا فيه فمن أصحابنا من منعهم ومنهم من تركهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية