الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21020 9175 - (21530) - (5\176) عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: بلغني عن أبي ذر، حديث، فكنت أحب أن ألقاه فلقيته، فقلت له: يا أبا ذر، بلغني [ ص: 460 ] عنك حديث فكنت أحب أن ألقاك فأسألك عنه، فقال: قد لقيت فاسأل. قال: قلت: بلغني أنك تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله " قال: نعم، فما أخالني أكذب على خليلي محمد صلى الله عليه وسلم، ثلاثا يقولها، قال: قلت: من الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل؟ قال: رجل غزا في سبيل الله، فلقي العدو مجاهدا محتسبا فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا [الصف: 4] ، ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة، ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى والنعاس، فينزلون في آخر الليل فيقوم إلى وضوئه وصلاته " قال: قلت: من الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: "الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل: إن الله لا يحب كل مختال فخور [لقمان: 18] ، والبخيل المنان، والتاجر أو البياع الحلاف " قال: قلت: يا أبا ذر، ما المال؟ قال: فرق لنا وذود، يعني بالفرق: غنما يسيرة، قال: قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال؟ قال: ما أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح. قال: قلت: يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك قريش؟ قال: والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين الله حتى ألقى الله ورسوله ثلاثا يقولها.

التالي السابق


* قوله : "حتى يشق عليهم الكرى": - بفتحتين - : النعاس ومبادئ النوم.

* "فرق": - بكسر فاء وسكون راء - : قطيع من الغنم العظام.

* "ما أصبح": ماض من الإصباح.

* "لا أمسي": صيغة المتكلم من التمسية؛ أي: لا أخليه إلى المساء، والله تعالى أعلم.




الخدمات العلمية