الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19923 8746 - (20436) - (5\42 - 43) عن عبد الصمد، حدثنا زكريا بن سليم المنقري، قال: سمعت رجلا، يحدث عمرو بن عثمان وأنا شاهد، أنه سمع عبد الرحمن بن أبي بكرة، يحدث أن أبا بكرة، حدثهم، أنه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته واقفا إذ جاءوا بامرأة حبلى، فقالت: إنها زنت، أو بغت، فارجمها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استتري بستر الله فرجعت، ثم جاءت الثانية، والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته، فقالت: ارجمها يا نبي الله، فقال: " استتري بستر الله فرجعت، ثم [ ص: 162 ] جاءت الثالثة، وهو واقف حتى أخذت بلجام بغلته، فقالت: أنشدك الله إلا رجمتها؟ فقال: " اذهبي حتى تلدي "، فانطلقت فولدت غلاما، ثم جاءت فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لها: " اذهبي فتطهري من الدم "، فانطلقت ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنها قد تطهرت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم نسوة فأمرهن أن يستبرئن المرأة، فجئن وشهدن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بطهرها، فأمر لها بحفيرة إلى ثندوتها، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم حصاة مثل الحمصة فرماها، ثم مال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للمسلمين: " ارموها وإياكم ووجهها، فلما طفئت أمر بإخراجها "، فصلى عليها ثم قال: " لو قسم أجرها بين أهل الحجاز وسعهم ".

التالي السابق


* قوله : "استتري بستر الله": أي: لا تقري بالزنا، ولكن توبي إلى الله تعالى فيما بينك وبين الله تعالى.

* "أن يستبرئن": من الاستبراء؛ أي: يعرفن براءة رحمها من النفاس.

ثم في هذا الحديث تعدد الاعتراف منها كما جاء في حديث ماعز، فهو دليل من يقول: إنه لا بد من التعدد.

* "فلما طفئت": من طفئت النار؛ كعلم - على بناء الفاعل - أي: خمدت، والمراد؛ أي: ماتت، فهو مثل قوله تعالى: حتى جعلناهم حصيدا خامدين [الأنبياء: 15].

* * *




الخدمات العلمية