الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20607 8972 - (21110) - (5\117) عن ابن عباس، قال: جاء رجل إلى عمر، فقال: أكلتنا الضبع، قال مسعر: يعني السنة، قال: فسأله عمر: ممن أنت؟ فما زال ينسبه حتى عرفه، فإذا هو موسر، فقال عمر: " لو أن لامرئ واديا أو [ ص: 332 ] واديين، لابتغى إليهما ثالثا ". فقال ابن عباس: " ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب ". فقال عمر لابن عباس: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي، قال: فإذا كان بالغداة، فاغد علي. قال: فرجع إلى أم الفضل، فذكر ذلك لها، فقالت: وما لك وللكلام عند عمر وخشي ابن عباس أن يكون أبي نسي، فقالت أمه: إن أبيا عسى أن لا يكون نسي. فغدا إلى عمر ومعه الدرة، فانطلقا إلى أبي، فخرج أبي عليهما وقد توضأ، فقال: "إنه أصابني مذي، فغسلت ذكري، أو فرجي "، ـ مسعر شك ـ. فقال عمر: أو يجزئ ذلك؟ قال: نعم. قال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: وسأله عما قال ابن عباس، فصدقه.

التالي السابق


* "موسر": أي: غني، وجاء طامعا؛ فلذلك قال: أكلتنا الضبع.

* "فاغد علي": لتحقق ما قلت.

* "الدرة": تخويفا للكاذبين؛ حتى لا يجترئ على الكذب أحد، وإلا فمكان ابن عباس كان معلوما عندهم، ولم يكن هو متهما بالكذب.

* "فغسلت ذكري": أي: وتوضأت.

* "يجزئ": أي: يغني ذلك بلا اغتسال؟

* * *




الخدمات العلمية