الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20593 8965 - (21096) - (5\115) عن عبيد بن رفاعة بن رافع عن أبيه، قال زهير، في حديثه: رفاعة بن رافع، وكان عقبيا بدريا، قال: كنت عند عمر، فقيل له: إن زيد بن ثابت يفتي الناس في المسجد، قال زهير في حديثه: الناس برأيه في الذي يجامع ولا ينزل، فقال: أعجل به، فأتي به، فقال: يا عدو نفسه، أو قد [ ص: 328 ] بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيك؟ قال: ما فعلت، ولكن حدثني عمومتي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أي عمومتك؟ قال: أبي بن كعب، قال زهير: وأبو أيوب، ورفاعة بن رافع، فالتفت إلى ما يقول هذا الفتى، وقال زهير في حديثه: ما يقول هذا الغلام، فقلت: كنا نفعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسألتم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: " كنا نفعله على عهده، فلم نغتسل "، قال: فجمع الناس، وأصفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء، إلا رجلين: علي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، قالا: "إذا جاوز الختان الختان، فقد وجب الغسل " قال: فقال علي: يا أمير المؤمنين، إن أعلم الناس بهذا أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى حفصة، فقالت: لا علم لي، فأرسل إلى عائشة، فقالت: "إذا جاوز الختان الختان، وجب الغسل " قال: فتحطم عمر، يعني: تغيظ، ثم قال: "لا يبلغني أن أحدا فعله، ولا يغتسل، إلا أنهكته عقوبة ".

التالي السابق


* قوله : "فقال: أعجل به": أي: قال عمر لمن قاله، أو لرسول آخر، أو لرفاعة، وهو بعيد: "أعجل به" وهو من عجل؛ كعلم: إذا أسرع، أو حضر، والباء للتعدية.

* "واصفق": هو كاتفق لفظا ومعنى، افتعال من الصفق؛ لأن البائع والمشتري إذا اتفقا يكون منهما صفق.

* "علي بن أبي طالب": قد صح عن علي في "البخاري" القول بأن الماء من الماء، فكأنه كان قبل هذا، ثم رجع إلى هذا.

* "الختان": - بكسر الخاء المعجمة - والمراد: غيبوبة الحشفة؛ بطريق الكناية.

[ ص: 329 ]

* "إن أعلم الناس بهذا": أي: فحقق الأمر منهن.

* "أنهكته": أي: أوصلته إلى الغاية من حيث العقوبة؛ أي: بالغت في عقوبته.

* * *




الخدمات العلمية