الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فظلت أعناقهم لها خاضعين : قال الزجاج: المعنى: فتظل; لأن الجزاء

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 58 ] يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي: الفعل بعد الفاء منقطع عن عامل الجزم، وإذا انقطع عنه; لم يجز أن يقع الماضي موقع المستقبل على حد ما كان يقع قبل أن ينقطع; فلم يقع الماضي موقع المستقبل ههنا من حيث ذكر الزجاج، لكن كما يقع في غير هذا.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نصب ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ; حمله على: أن يكذبون ، ومن رفع; استأنف.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر الفاء من {فعلتك} ; فهي كناية عن الحال التي يكون عليها; كـ (الجلسة ) ، و (المشية ) ، و (الفعلة ) قد تعاقب الفعل; نحو: صبغة الله ، و (صبغ ) ، و (صفوة الشيء ) ، و (صفوه ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وابعث في المدائن حاشرين : يجوز أن يكون الهمز في {المدائن} على أنها (فعائل ) من (مدن ) ، ويجوز أن يكون (مفاعل ) من (دان يدين ) ، ويكون الهمز فيها مسموعا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أن كنا أول المؤمنين : من فتح {أن} ; فعلى معنى: لأن كنا،

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 59 ] ومن كسر; فهو على ما تستعمله العرب من استعمال لفظ الشرط فيما قد كان وقع، ومثله ما أنشد سيبويه: (من الطويل )


                                                                                                                                                                                                                                      أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {حذرون} ; فهو اسم الفاعل من (حذر يحذر ) ، ومن قرأ: {حاذرون} ، فـ (الحاذر ) : الذي يفعل الحذر فيما يستقبل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معنى {حذرون} : استشعرنا الحذر; فهو كالخلقة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معنى (حاذرين ) : حاملين السلاح، و (حذرين ) : مستعدين السلاح.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {حادرون} ; بالدال; فـ (الحادر ) : القوي الشديد.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {لمدركون} ; فمعناه: متتابعون، من (ادراك الشيء ) ; إذا تتابع، ففني.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 60 ] ومن قرأ: {لمدركون} ; فهو ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {أزلقنا} ; بالقاف; فمعناه: أهلكناهم، من قولهم: (أزلقت الفرس، فهي مزلق ) ; إذا ألقت ولدها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: بالفاء; فالمعنى: قربنا، وجمعنا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: هل يسمعونكم إذ تدعون : (سمعت: إذا جاءت على بابها من التعدي إلى ما كان صوتا مسموعا; تعدت إلى مفعول واحد، فإن وقعت على جوهر; تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتا; نحو: (سمعت زيدا يقرأ ) ، ولا يجوز: (سمعت زيدا يقوم ) ; فتقدير الآية: هل يسمعون دعاءكم وقد تقدم القول فيه، ولا يقتصر على المفعول الواحد إن لم يكن في الكلام دلالة عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {هل يسمعونكم} ; فالفعل متعد إلى مفعولين، والثاني محذوف; التقدير: هل يسمعونكم جوابا إذ تدعون؟

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية