الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ {يا حسرتاي} فهو على الجمع بين العوض والمعوض منه; لأن [ ص: 544 ] أصل الألف في يا حسرتا ياء إضافة، فجمع بين الألف والياء المعوضة منها، كما جمع الفرزدق بين الميم والواو في قوله: [من الطويل].


                                                                                                                                                                                                                                      هما نفثا في في من فمويهما



                                                                                                                                                                                                                                      ووجه إسكان الياء في من رواه كوجه الفتح، وعلة الإسكان كالقول المتقدم في {محياي} [الأنعام: 162].

                                                                                                                                                                                                                                      ومن جمع في قوله: وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم فلاختلاف أنواعها، ومن أفرد؛ فلأنه مصدر; مثل: (الفوز).

                                                                                                                                                                                                                                      {قل أفغير الله تأمروني أعبد}: يجوز أن ينتصب (غير) بـ {أعبد} على تقدير: أأعبد غير الله فيما تأمروني؟

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن ينتصب {تأمروني} على حذف حرف الجر، والتقدير: أتأمروني [ ص: 545 ] بغير الله أن أعبده؟ لأن (أن) مقدرة، و (أن) والفعل مصدر، وهي بدل من (غير) ولو ظهرت (أن) لم يجز نصب (غير) بـ{أعبد} لأنه يصير في الصلة، وقد قدم على الموصول.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في القراءة بنونين أو بواحدة كالقول في {أتحاجوني} [الأنعام: 80] وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بل الله فاعبد : نصب اسم {الله} عز وجل بـ (اعبد) والفاء عند الأخفش زائدة، وهي عند الزجاج للمجازاة، وهو عند الكسائي والفراء نصب بإضمار فعل.

                                                                                                                                                                                                                                      والأرض جميعا قبضته يوم القيامة : ابتداء وخبر، وأجاز الفراء نصب {قبضته} على تقدير: في قبضته.

                                                                                                                                                                                                                                      والسماوات مطويات بيمينه : ابتداء وخبر، ويجوز أن يكون خبر [ ص: 546 ] {والسماوات} قوله: {بيمينه} وينتصب {مطويات} على الحال.

                                                                                                                                                                                                                                      وقراءة من قرأ: {وأشرقت} منقول من (شرقت) إذا طلعت [يقال: (شرقت الشمس) إذا طلعت] و (أشرقت) إذا أضاءت، و (شرقت) إذا احمرت.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها : {خالدين}: حال من ضمير المأمورين، ولا يكون حالا من {جهنم} وإن كان في الصفة ما يعود إليها; لأنها لو كانت منها لظهر (أنتم) لكون الصفة جارية على غير من هي له.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 547 ] هذه السورة مكية سوى ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة; وهي قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى تمام ثلاث آيات [53- 55].

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها في المدنيين، والمكي، والبصري: اثنتان وسبعون آية، وفي الشامي: ثلاث، وفي الكوفي: خمس.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في سبع آيات:

                                                                                                                                                                                                                                      في ما هم فيه يختلفون الأول [3]: عدها الجماعة سوى الكوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      مخلصا له الدين الثاني [11]: الكوفي والشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      مخلصا له ديني [14]: كوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      فبشر عباد [17]: كوفي، وبصري، ومدني الأخير، وشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      فما له من هاد [36]: كوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      [ فسوف تعلمون [39]: كوفي].

                                                                                                                                                                                                                                      من تحتها الأنهار [20]: مكي، ومدني الأخير.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية