التفسير :
nindex.php?page=treesubj&link=29017قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض الآية :
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4ائتوني بكتاب من قبل هذا أي : فيه برهان ما قلتم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أو أثارة من علم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم :
«هو خط كانت [ ص: 129 ] تخطه العرب في الأرض » ، وروي : أن نبيا من الأنبياء كان يخط بإصبعيه السبابة والوسطى في الرمل ، ويزجر .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أو أثارة يعني : أو بقية .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : المعنى : شيء يثار ويستخرج .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : أحد يأثر علما .
و (الأثارة ) : مصدر ؛ كـ (السماحة ) ، ومن قرأ : {أثرة} ؛ فهو بمعنى : (أثر ) ؛ كـ (قترة ، وقتر ) ، ومن قرأ : {أثرة} ؛ جاز أن يكون معناه : [بقية من علم ، وجاز أن يكون معناه ] : شيئا مأثورا من كتب الأولين .
[ ص: 130 ] و (المأثور ) : ما يتحدث به مما صح سنده عمن يحدث به عنه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8هو أعلم بما تفيضون فيه أي : بما تقولونه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قل ما كنت بدعا من الرسل أي : أول من أرسل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله : قيل : إن معنى الآية : أرأيتم إن كان من عند الله ، وشهد شاهد تثقون به من بني إسرائيل على مثل ما شهد به محمد صلى الله عليه وسلم ، فآمن ، وكفرتم به ؛ [أتأمنون عذاب الله ؟
وقيل : المعنى : أرأيتم إن كان من عند الله ، وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ، فآمن ، وكفرتم به ] ، واستكبرتم ، فقوله : {واستكبرتم} : معطوف على قوله : {كفرتم} ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10على مثله معناه : عليه ، وقد تقدم ذكر أشباهه ، ودل على جواب {أرأيتم} المحذوف :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، و {أرأيتم} : لفظ موضوع للسؤال والاستفهام ؛ ولذلك لا يقتضي مفعولا .
و (الشاهد من بني إسرائيل ) : قيل : هو
ابن سلام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وغيرهما .
مسروق : المراد به :
موسى ، والتوراة ، وأهل الكتاب ، لا
ابن سلام ؛ لأن
[ ص: 131 ] السورة مكية ، قال : وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وكفرتم به : مخاطبة
لقريش .
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : (الشاهد من بني إسرائيل ) : رجل غير ابن سلام ؛ لأن
ابن سلام إنما أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ، والسورة مكية .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : رضيت اليهود بحكم
ابن سلام ، وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن شهد لك ؛ آمنا بك ، فسئل ، فشهد ، ثم أسلم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه : قال مسروق : هم أهل الكتاب ، وهذا على قول من قال : إن الشاهد أحد بني إسرائيل غير
موسى ، ومن قال : إنه
موسى عليه السلام ؛ عنى بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11الذين كفروا : مشركي قريش .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أسلمت
أسلم ،
وغفار ،
وجهينة ،
ومزينة ؛ فقالت
بنو عامر ،
وغطفان ،
وأشجع ،
وأسد : لو كان ما دخلوا فيه خيرا ؛ ما سبقونا إليه ؛ إذ نحن أعز منهم ، وإنما هؤلاء رعاة البهم .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : يعنون :
nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا ،
nindex.php?page=showalam&ids=115وبلالا ،
nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيبا ، وأمثالهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11ما سبقونا إليه : يجوز أن يكون من قول الكفار لبعض المؤمنين ، ويجوز أن يكون على الخروج من الخطاب إلى الغيبة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12ومن قبله كتاب موسى : الهاء للقرآن ، وهو ما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9إن أتبع إلا ما يوحى إلي .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا أي : مصدق لكتاب موسى ، ثم
[ ص: 132 ] حذف ؛ لأن قبله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12ومن قبله كتاب موسى ، و {عربيا} : حال ، و {لسانا} : توطئة للحال ؛ أي : تأكيد ، وقيل : إن {لسانا} مفعول ؛ والمراد به : النبي صلى الله عليه وسلم ؛ على تقدير : ذا لسان .
وتقدم ذكر قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ، وفي من نزلت .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حملته أمه كرها أي : بمشقة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي : روي : أن المراد بها
أبو بكر رضي الله عنه ، أيقن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ابن عشرين سنة ، وسافر معه إلى
الشام ، وأخبره الراهب بنبوته ، وأسلم والداه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16في أصحاب الجنة أي : يفعل بهم فعله في أصحاب الجنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17والذي قال لوالديه أف لكما الآية : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نزلت في ابن
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر الصديق ، قال له : أتعدني أن أبعث بعد الموت ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هو
عبد الرحمن .
[ ص: 133 ] وروي : أن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها أنكرت أن تكون في
عبد الرحمن .
ومن جعلها في عبد الرحمن ، كان قوله بعد ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أولئك الذين حق عليهم القول يراد به : من اعتقد ما تقدم ذكره ، فأول الآية خاص ، وآخرها عام .
وقيل : إن المراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أولئك الذين حق عليهم القول :
جدعان nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ابنا
عمرو ، وهما من أخدان
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن [بن أبي بكر ، وروي : أن
عبد ] الرحمن قال : ليتهما نشرا لي حتى أسألهما عن صدق ما قال محمد ؛ فنزلت الآية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا : [أي : يقال لهم : أذهبتم طيباتكم ] [في حياتكم الدنيا ] ؛ أي : لم تعطوا منها ما أوجبه الله عز وجل عليكم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21إذ أنذر قومه بالأحقاف : (الأحقاف ) : جمع ( حقف ) ؛ وهو ما
[ ص: 134 ] استطال من الرمل ، ولم يبلغ أن يكون جبلا .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (الأحقاف ) : جبل يكون
بالشام ، وعنه أيضا : أنها واد بين
عمان ومهرة .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هي جبال مشرفة بالشحر ، والشحر : قريب من عدن .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا : يريد : أنهم قالوا ذلك حين رأوا ما أوعدوا به من العذاب ، وكان قد جاءهم من واد جرت العادة أن ما جاءهم منه يكون غيثا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25تدمر كل شيء بأمر ربها أي : كل شيء أمرت بإهلاكه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه : [قيل : إن {إن} زائدة ، وقيل : إن (ما ) بمعنى : (الذي ) ، و {إن} بمعنى : (ما ) ؛ والتقدير : ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بل ضلوا عنهم أي : ضلت عنهم آلهتهم ؛ لأنها لم يصبها ما أصابهم ؛ إذ هي جماد .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28وذلك إفكهم أي : والآلهة التي ضلت عنهم هي إفكهم في قولهم : إنها تقربهم إلى الله زلفى .
[ ص: 135 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن الآيات :
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هم ركب من جن نصيبين ، وهم أشراف الجن وساداتهم ، أتوا حين حرست السماء من استراق السمع يستخبرون ما أوجب ذلك ، فجاءوا وادي نخلة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر ، وكانوا سبعة ، فسمعوا ، وانصرفوا إلى قومهم منذرين ، ولم يعلم بهم النبي صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليهم ، وروي : أنه لم يكن معه غير
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله ، قرأ عليهم (الرحمن ) ؛ فقالت الجن : لا بشيء من نعمائك نكذب ربنا ؛ فلك الحمد .
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود :
جعلت الجن تهوي ، ورأيت مثل النسور تمشي ، وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم سألته صلى الله عليه وسلم عن ذلك اللغط ؛ فقال : «إنها تدارأت في قتيل قتل بينها » ؛ فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بينها بالحق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : وسألوه الزاد ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657690«كل عظم لكم عرق ، وكل [ ص: 136 ] روث لكم خضرة » ؛ فقالوا : يا رسول الله ؛ إن الناس تقذرها علينا ؛ فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء بها .
قال بعض المفسرين : مضى الذين ولوا إلى قومهم منذرين ، ولم يعلم بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل أرسلهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30إنا سمعنا كتابا أنـزل من بعد موسى إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32أولئك في ضلال مبين : من قول الجن .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل : قال مجاهد : أولو العزم خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد عليهم السلام أجمعين .
ابن زيد : كل الرسل كانوا أولي عزم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ أي : ذلك بلاغ ، [فيوقف على هذا على {نهار} ، وعلى {بلاغ} .
وذكر أبو حاتم : أن بعضهم وقف على
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35ولا تستعجل ، ثم ابتدأ : {لهم} ؛ على أن المعنى : لهم بلاغ ] ، ويبعد على هذا التقدير الخبر من الابتداء ، ويعترض
[ ص: 137 ] بينهما كلام كثير .
التَّفْسِيرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29017قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ الْآيَةِ :
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَيْ : فِيهِ بُرْهَانُ مَا قُلْتُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«هُوَ خَطٌّ كَانَتْ [ ص: 129 ] تَخُطُّهُ الْعَرَبُ فِي الْأَرْضِ » ، وَرُوِيَ : أَنْ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ يَخُطُّ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى فِي الرَّمْلِ ، وَيَزْجُرُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ يَعْنِي : أَوْ بَقِيَّةٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : الْمَعْنَى : شَيْءٌ يُثَارُ وَيُسْتَخْرَجُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : أَحَدٌ يَأْثِرُ عِلْمًا .
وَ (الْأَثَارَةُ ) : مَصْدَرٌ ؛ كَـ (السَّمَاحَةِ ) ، وَمَنْ قَرَأَ : {أَثَرَةٍ} ؛ فَهُوَ بِمَعْنَى : (أَثَرٍ ) ؛ كَـ (قَتَرَةٍ ، وَقَتَرٍ ) ، وَمَنْ قَرَأَ : {أُثْرَةٍ} ؛ جَازَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : [بَقِيَّةٍ مِنْ عِلْمٍ ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ ] : شَيْئًا مَأْثُورًا مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ .
[ ص: 130 ] وَ (الْمَأْثُورُ ) : مَا يُتَحَدَّثُ بِهِ مِمَّا صَحَّ سَنَدُهُ عَمَّنْ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ أَيْ : بِمَا تَقُولُونَهُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ أَيْ : أَوَّلَ مَنْ أُرْسِلَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ : قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى الْآيَةِ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ تَثِقُونَ بِهِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلٍ مَا شَهِدَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَآمَنَ ، وَكَفَرْتُمْ بِهِ ؛ [أَتَأْمَنُونَ عَذَابَ اللَّهِ ؟
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ ، فَآمَنَ ، وَكَفَرْتُمْ بِهِ ] ، وَاسْتَكْبَرْتُمْ ، فَقَوْلُهُ : {وَاسْتَكْبَرْتُمْ} : مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : {كَفَرْتُمْ} ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10عَلَى مِثْلِهِ مَعْنَاهُ : عَلَيْهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَشْبَاهِهِ ، وَدَلَّ عَلَى جَوَابِ {أَرَأَيْتُمْ} الْمَحْذُوفِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، وَ {أَرَأَيْتُمْ} : لَفْظٌ مَوْضُوعٌ لِلسُّؤَالِ وَالِاسْتِفْهَامِ ؛ وَلِذَلِكَ لَا يَقْتَضِي مَفْعُولًا .
وَ (الشَّاهِدُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) : قِيلَ : هُوَ
ابْنُ سَلَامٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ ، وَغَيْرِهِمَا .
مَسْرُوقٌ : الْمُرَادُ بِهِ :
مُوسَى ، وَالتَّوْرَاةُ ، وَأَهْلُ الْكِتَابِ ، لَا
ابْنُ سَلَامٍ ؛ لِأَنَّ
[ ص: 131 ] السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، قَالَ : وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَكَفَرْتُمْ بِهِ : مُخَاطَبَةٌ
لِقُرَيْشٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : (الشَّاهِدُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) : رَجُلٌ غَيْرُ ابْنِ سَلَامٍ ؛ لِأَنَّ
ابْنَ سَلَامٍ إِنَّمَا أَسْلَمَ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامَيْنِ ، وَالسُّورَةُ مَكِّيَّةٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : رَضِيَتِ الْيَهُودُ بِحُكْمِ
ابْنِ سَلَامٍ ، وَقَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ شَهِدَ لَكَ ؛ آمَنَّا بِكَ ، فَسُئِلَ ، فَشَهِدَ ، ثُمَّ أَسْلَمَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ : قَالَ مَسْرُوقٌ : هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ، وَهَذَا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الشَّاهِدَ أَحَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ غَيْرَ
مُوسَى ، وَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ عَنَى بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11الَّذِينَ كَفَرُوا : مُشْرِكِي قُرَيْشٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَسْلَمَتْ
أَسْلَمُ ،
وَغِفَارٌ ،
وَجُهَيْنَةُ ،
وَمُزَيْنَةُ ؛ فَقَالَتْ
بَنُو عَامِرٍ ،
وَغَطَفَانُ ،
وَأَشْجَعُ ،
وَأَسَدٌ : لَوْ كَانَ مَا دَخَلُوا فِيهِ خَيْرًا ؛ مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ؛ إِذْ نَحْنُ أَعَزُّ مِنْهُمْ ، وَإِنَّمَا هَؤُلَاءِ رُعَاةُ الْبَهْمِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : يَعْنُونَ :
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=115وَبِلَالًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=52وَصُهَيْبًا ، وَأَمْثَالَهُمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ الْكُفَّارِ لِبَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى : الْهَاءُ لِلْقُرْآنِ ، وَهُوَ مَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا أَيْ : مُصَدِّقٌ لِكِتَابِ مُوسَى ، ثُمَّ
[ ص: 132 ] حُذِفَ ؛ لِأَنَّ قَبْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى ، وَ {عَرَبِيًّا} : حَالٌ ، وَ {لِسَانًا} : تَوْطِئَةٌ لِلْحَالِ ؛ أَيْ : تَأْكِيدٌ ، وَقِيلَ : إِنَّ {لِسَانًا} مَفْعُولٌ ؛ وَالْمُرَادُ بِهِ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ عَلَى تَقْدِيرِ : ذَا لِسَانٍ .
وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ، وَفِي مَنْ نَزَلَتْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا أَيْ : بِمَشَقَّةٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ : رُوِيَ : أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَيْقَنَ بِنُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَسَافَرَ مَعَهُ إِلَى
الشَّامِ ، وَأَخْبَرَهُ الرَّاهِبُ بِنُبُوَّتِهِ ، وَأَسْلَمَ وَالِدَاهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ أَيْ : يُفْعَلُ بِهِمْ فِعْلَهُ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا الْآيَةِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : نَزَلَتْ فِي ابْنٍ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ لَهُ : أَتَعِدُنِي أَنْ أُبْعَثَ بَعْدَ الْمَوْتِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : هُوَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ .
[ ص: 133 ] وَرُوِيَ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْكَرَتْ أَنْ تَكُونَ فِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ .
وَمَنْ جَعَلَهَا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، كَانَ قَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ يُرَادُ بِهِ : مَنِ اعْتَقَدَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، فَأَوَّلُ الْآيَةِ خَاصٌّ ، وَآخِرُهَا عَامٌّ .
وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ :
جَدْعَانُ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانُ ابْنَا
عَمْرٍو ، وَهُمَا مِنْ أَخْدَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=72عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَرُوِيَ : أَنَّ
عَبْدَ ] الرَّحْمَنِ قَالَ : لَيْتَهُمَا نُشِرَا لِي حَتَّى أَسْأَلَهُمَا عَنْ صِدْقِ مَا قَالَ مُحَمَّدٌ ؛ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا : [أَيْ : يُقَالُ لَهُمْ : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ ] [فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ] ؛ أَيْ : لَمْ تُعْطُوا مِنْهَا مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ : (الْأَحْقَافُ ) : جَمْعُ ( حِقْفٍ ) ؛ وَهُوَ مَا
[ ص: 134 ] اسْتَطَالَ مِنَ الرَّمْلِ ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَكُونَ جَبَلًا .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (الْأَحْقَافُ ) : جَبَلٌ يَكُونُ
بِالشَّامِ ، وَعَنْهُ أَيْضًا : أَنَّهَا وَادٍ بَيْنَ
عُمَانٍ وَمَهْرَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : هِيَ جِبَالٌ مُشْرِفَةٌ بِالشِّحْرِ ، وَالشِّحْرُ : قَرِيبٌ مِنْ عَدَنٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا : يُرِيدُ : أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ حِينَ رَأَوْا مَا أُوعِدُوا بِهِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَكَانَ قَدْ جَاءَهُمْ مِنْ وَادٍ جَرَتِ الْعَادَةُ أَنَّ مَا جَاءَهُمْ مِنْهُ يَكُونُ غَيْثًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا أَيْ : كُلَّ شَيْءٍ أُمِرَتْ بِإِهْلَاكِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ : [قِيلَ : إِنَّ {إِنْ} زَائِدَةٌ ، وَقِيلَ : إِنَّ (مَا ) بِمَعْنَى : (الَّذِي ) ، وَ {إِنْ} بِمَعْنَى : (مَا ) ؛ وَالتَّقْدِيرُ : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الَّذِي مَا مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ أَيْ : ضَلَّتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ ؛ لِأَنَّهَا لَمْ يُصِبْهَا مَا أَصَابَهُمْ ؛ إِذْ هِيَ جَمَادٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ أَيْ : وَالْآلِهَةُ الَّتِي ضَلَّتْ عَنْهُمْ هِيَ إِفْكُهُمْ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّهَا تُقَرِّبُهُمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى .
[ ص: 135 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ الْآيَاتِ :
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمْ رَكْبٌ مِنْ جِنِّ نَصِيبِينَ ، وَهُمْ أَشْرَافُ الْجِنِّ وَسَادَاتُهُمْ ، أَتَوْا حِينَ حُرِسَتِ السَّمَاءُ مِنَ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ يَسْتَخْبِرُونَ مَا أَوْجَبَ ذَلِكَ ، فَجَاءُوا وَادِيَ نَخْلَةَ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ، وَكَانُوا سَبْعَةً ، فَسَمِعُوا ، وَانْصَرَفُوا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِمْ ، وَرُوِيَ : أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ غَيْرُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَرَأَ عَلَيْهِمْ (الرَّحْمَنِ ) ؛ فَقَالَتِ الْجِنُّ : لَا بِشَيْءٍ مِنْ نَعْمَائِكَ نُكَذِّبُ رَبَّنَا ؛ فَلَكَ الْحَمْدُ .
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ :
جَعَلَتِ الْجِنُّ تَهْوِي ، وَرَأَيْتُ مِثْلَ النُّسُورِ تَمْشِي ، وَسَمِعْتُ لَغَطًا شَدِيدًا حَتَّى خِفْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ اللَّغَطِ ؛ فَقَالَ : «إِنَّهَا تَدَارَأَتْ فِي قَتِيلٍ قُتِلَ بَيْنَهَا » ؛ فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهَا بِالْحَقِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : وَسَأَلُوهُ الزَّادَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657690«كُلُّ عَظْمٍ لَكُمْ عَرْقٌ ، وَكُلُّ [ ص: 136 ] رَوْثٍ لَكُمْ خَضِرَةٌ » ؛ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ إِنَّ النَّاسَ تُقَذِّرُهَا عَلَيْنَا ؛ فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ بِهَا .
قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : مَضَى الَّذِينَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ أَرْسَلَهُمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْـزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ : مِنْ قَوْلِ الْجِنِّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ : قَالَ مُجَاهِدٌ : أُولُو الْعَزْمِ خَمْسَةٌ : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى ، وَمُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَجْمَعِينَ .
ابْنُ زَيْدٍ : كُلُّ الرُّسُلِ كَانُوا أُولِي عَزْمٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ أَيْ : ذَلِكَ بَلَاغٌ ، [فَيُوقَفُ عَلَى هَذَا عَلَى {نَهَارٍ} ، وَعَلَى {بَلَاغٌ} .
وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ : أَنَّ بَعْضَهُمْ وَقَفَ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35وَلا تَسْتَعْجِلْ ، ثُمَّ ابْتَدَأَ : {لَهُمْ} ؛ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى : لَهُمْ بَلَاغٌ ] ، وَيَبْعُدُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ الْخَبَرُ مِنَ الِابْتِدَاءِ ، وَيَعْتَرِضُ
[ ص: 137 ] بَيْنَهُمَا كَلَامٌ كَثِيرٌ .