الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولقد رآه نـزلة أخرى : {نـزلة} : مصدر في موضع الحال؛ كأنه قال: ولقد رآه نازلا نزلة أخرى.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في: جنة المأوى و {جنه المأوى} ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {اللات} بتشديد التاء؛ فالمراد به في ما روي عن ابن عباس، وغيره-: رجل كان يبيع السويق والسمن عند صخرة، ويصبه عليها، فلما مات ذلك الرجل؛ عبدت ثقيف تلك الصخرة؛ إعظاما لصاحب السويق.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 263 ] ابن جبير: كان يلت لهم السويق، فعبدوه حين مات.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ بالتخفيف؛ فهو اسم صنم.

                                                                                                                                                                                                                                      والهمز وتركه في {مناة} لغتان، وتقدم القول في {ضيزى} .

                                                                                                                                                                                                                                      أعنده علم الغيب فهو يرى ، {يرى} هذه هي المتعدية إلى مفعولين، والمفعولان محذوفان؛ كأنه قال: فهو يرى الغيب مثل الشهادة.

                                                                                                                                                                                                                                      والتخفيف في قوله: وإبراهيم الذي وفى بمعنى: صدق في قوله وعمله، وهي راجعة إلى معنى قراءة الجماعة.

                                                                                                                                                                                                                                      ألا تزر وازرة وزر أخرى : {أن} هذه المخففة من الثقيلة، وهي بدل من قوله: بما في صحف موسى ، في موضع جر، ويجوز أن يكون موضعها رفعا؛ على تقدير: ذلك أن لا تزر وازرة وزر أخرى.

                                                                                                                                                                                                                                      وأن ليس للإنسان إلا ما سعى : جاز دخول {أن} المخففة من الثقيلة [ ص: 264 ] على {ليس} من غير أن يلحق عوض من الحذف؛ لشبه {ليس} بالحروف من حيث كانت لا تنصرف؛ ولذلك قال بعض النحويين: (ليس الطيب إلا المسك) ؛ بمعنى: ما الطيب إلا المسك، فجعلها بمنزلة (ما) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأن سعيه سوف يرى : يجوز أن يكون {يرى} من رؤية البصر، والضمير في {يرى} لـ(السعي) لأن السعي حركات؛ كما كان العمل في قوله: فسيرى الله عملكم ورسوله [التوبة: 105].

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون من (رأيت) المتعدية إلى مفعولين؛ لأن السعي قد يكون اعتقادات؛ فالتقدير على هذا: سوف يرى محصلا، وقد كان قبل دخول (رأيت) : (سعيه محصل) ، أو نحوه، فحذف المفعول الثاني حين بني الفعل للمفعول.

                                                                                                                                                                                                                                      وأجاز الزجاج، والمبرد، وغيرهما: (سوف يرى) ؛ بفتح الياء؛ على إضمار الهاء؛ كأنه قال: سوف يراه، فدخول {أن} على {سعيه} وعملها فيه يدل على الهاء المحذوفة من (يرى) ، ولم يجزه الكوفيون؛ لأن {سعيه} يصير قد عمل [ ص: 265 ] فيه {أن} ، و {يرى} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم يجزاه الجزاء الأوفى : (جزيت) : يتعدى إلى المفعولين، و الجزاء الأوفى : منصوب بالمصدر؛ والتقدير: ثم يجزى مثل سعيه الجزاء الأوفى، أو يكون المضاف المحذوف: (الجزاء) ؛ فيكون التقدير: ثم يجزى الإنسان جزاء سعيه، على أن يكون (جزاء) المحذوف مفعولا، لا مصدرا؛ لأنه إن لم يقدر مفعولا؛ صار الفعل يتعدى إلى مصدرين، والفعل لا يتعدى إلى مصدرين، كما لا يتعدى إلى حالين.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها في الكوفي: اثنتان وستون آية، وفي بقية العدد: إحدى وستون آية.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في ثلاث آيات:

                                                                                                                                                                                                                                      من الحق شيئا [28]: الكوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      فأعرض عن من تولى [29]: شامي.

                                                                                                                                                                                                                                      ولم يرد إلا الحياة الدنيا [29]: الجماعة سوى الشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية