الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6918 119 - حدثنا إسماعيل ، عن أخيه ، عن سليمان بن بلال ، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ، أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث أن أبا سعيد الخدري وأبا هريرة حدثاه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أخا بني عدي الأنصاري ، واستعمله على خيبر ، فقدم بتمر جنيب ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أكل تمر خيبر هكذا ؟ قال : لا ، والله يا رسول الله إنا لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تفعلوا ، ولكن مثلا بمثل ، أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا ، وكذلك الميزان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن الصحابي اجتهد فيما فعل من غير علم ، فرده النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ونهاه عما فعل .

                                                                                                                                                                                  وإسماعيل هو ابن أبي أويس ، وأخوه أبو بكر واسمه عبد الحميد بتقديم الحاء المهملة على الميم ، وهو يروي عن سليمان بن بلال أبي أيوب القرشي التيمي عن عبد المجيد بالميم قبل الجيم ابن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ، وقال الغساني : سقط من كتاب الفربري من هذا الإسناد سليمان بن بلال ، وذكر أبو زيد المروزي أنه لم يكن في أصل الفربري ، والصواب رواية النسفي فإنه ذكره ولا يتصل السند إلا به .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب البيوع في باب إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أخا بني عدي " يعني واحدا منهم ، كما يقال : يا أخا همدان ، أي : واحدا منهم ، واسم هذا المنعوت سواد بن غزية بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتية . قوله : " جنيب " بفتح الجيم وكسر النون : هو نوع من التمر ، وهو أجود تمرهم ، والجمع رديء ، وقال الأصمعي : كل لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جمع ، وقال الجوهري : الجمع الدقل ، وقال القزاز : الجمع أخلاط أجناس التمر . قوله : " لا تفعلوا " أي : هذا الفعل ، وفي مسلم : هو الربا فردوه ، ثم بيعوا تمرنا واشتروا لنا هذا . قوله : " وكذلك الميزان " يعني كل ما يوزن يباع وزنا بوزن ، وقال الكرماني : الحديث تقدم في البيع ، وليس فيه ذكر هذه الجملة ، فما معناها ؟ وأجاب بقوله : يعني : الموزونات حكمها حكم المكيلات لا يجوز فيها أيضا التفاضل ، فلا بد فيها من البيع ، ثم الاشتراء بثمنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية