الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6955 19 - حدثني إبراهيم بن المنذر ، حدثنا معن بن عيسى ، حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قال : سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن يقول : أخبرني جابر بن عبد الله السلمي قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر ، ثم يسميه بعينه ، خيرا لي في عاجل أمري وآجله ، قال : أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : في عاجل [ ص: 94 ] أمري وآجله ، فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن الحسن بلفظ التكبير فيهما ابن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهم - وكان عبد الله كبير بني هاشم في وقته ، وكان من العباد ، وثقه ابن معين والنسائي ، وهو من صغار التابعين ، مات في حبس المنصور سنة ثلاث وأربعين ومائة وله خمس وسبعون سنة ، وليس له ذكر في البخاري إلا في هذا الموضع . قوله : السلمي بفتح السين المهملة واللام .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في كتاب التهجد في باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى ، وفي كتاب الدعوات ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الاستخارة " أي : صلاة الاستخارة ودعاءها ، وهي طلب الخيرة بوزن العنبة ، اسم من قولك : اختاره الله . قوله : " وأستقدرك " أي : أطلب منك أن تجعل لي قدرة عليه ، والباء في بعلمك وبقدرتك يحتمل أن يكون للاستعانة وأن يكون للاستعطاف كما في قوله تعالى : رب بما أنعمت علي أي : بحق علمك ، ويقال : قدرت الشيء أقدره بالضم والكسر ، فمعنى اقدره اجعله مقدورا لي . قوله : " ثم يسميه بعينه " أي : يذكر حاجته معينة باسمها . قوله : " ثم رضني به " أي : اجعلني راضيا به ، فافهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية