الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6980 44 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك، عن وراد كاتب المغيرة، عن المغيرة قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث المعنى ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبو عوانة بفتح العين المهملة وبالنون بعد الألف الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك هو ابن عمير وقد مر الآن، ووراد بفتح الواو وتشديد الراء كاتب المغيرة بن شعبة ومولاه، وسعد بن عبادة بضم العين وتخفيف الباء الموحدة سيد الخزرج.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري في كتاب النكاح في باب الغيرة معلقا من قوله: قال وراد إلى قوله: والله أغير مني، ثم أخرجه موصولا في كتاب المحاربين في باب: من رأى مع امرأته رجلا فقتله، فقال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة إلى قوله: والله أغير مني.

                                                                                                                                                                                  قوله: "غير مصفح" بضم الميم وسكون الصاد وفتح الفاء وكسرها، أي: غير ضارب بعرضه بل بحده، وقال ابن التين: بتشديد الفاء في سائر الأمهات.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 110 ] قوله: "والله" مجرور بواو القسم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لأنا" مبتدأ دخلت عليه لام التأكيد المفتوحة، وقوله: "أغير منه" خبره، وقوله: "والله" مرفوع بالابتداء، وأغير مني خبره، ومعنى غيرة الله الزجر عن الفواحش والتحريم لها والمنع منها، وقد بين ذلك بقوله: "ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش" جمع فاحشة، وهي كل خصلة قبيحة من الأقوال والأفعال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ما ظهر منها" قال مجاهد: هو نكاح الأمهات في الجاهلية، وما بطن الزنا، وقال قتادة: سرها وعلانيتها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا أحد" بالرفع; لأنه اسم لا، و"أحب" بالنصب; لأنه خبره إن جعلتها حجازية، وترفعه على أنه خبر إن جعلتها تميمية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "العذر" مرفوع; لأنه فاعل "أحب" قال الكرماني: المراد بالعذر الحجة لقوله تعالى: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال صاحب التوضيح: العذر التوبة والإنابة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "المدحة" مرفوع; لأنه فاعل "أحب" وهو بكسر الميم مع هاء التأنيث، وبفتحها مع حذف الهاء، والمدح الثناء بذكر أوصاف الكمال والإفضال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ومن أجل ذلك وعد الله الجنة" كذا فيه بحذف أحد المفعولين للعلم، والمراد به من أطاعه، وفي رواية مسلم: وعد الجنة بإضمار الفاعل، وهو الله، وقال ابن بطال: إرادته المدح من عباده طاعته وتنزيهه عما لا يليق به، والثناء عليه؛ ليجازيهم على ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية