إسلام ويب - عمدة القاري شرح صحيح البخاري - كتاب العلم - باب كيف يقبض العلم- الجزء رقم2
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
100 [ ص: 129 ] وكتب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم : انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبه ; فإني خفت دروس العلم nindex.php?page=treesubj&link=32125وذهاب العلماء ، ولا يقبل إلا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وليفشوا العلم ، وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم ; فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا .
هذا تعليق لم يقع وصله عند nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني nindex.php?page=showalam&ids=16846وكريمة وابن عساكر ، ووقع وصله nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري عند غيرهم ، وهو بقوله في بعض النسخ : حدثنا العلاء بن عبد الجبار إلى آخره ، على ما يأتي ذكره عن قريب ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم في تاريخ أصبهان هذه القصة بلفظ : " كتب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى الآفاق : انظروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم فاجمعوه " .
أما nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز فهو أحد الخلفاء الراشدين المهديين ، وقد مر في كتاب الإيمان ، وأما أبو بكر بن حزم فهو ابن محمد بن عمرو بن حزم - بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي - ابن زيد بن لودان بن عمر بن عبد عوف بن مالك بن النجار الأنصاري المدني ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : يقال : إن اسمه أبو بكر ، وكنيته أبو محمد . ومثله nindex.php?page=showalam&ids=11947أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد الفقهاء السبعة ، كنيته أبو عبد الرحمن ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : لا نظير لهما ، وقد قيل في أبي بكر بن محمد : إنه لا كنية له غير nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر ، اسمه وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر : قيل : إن اسم nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر بن عبد الرحمن هذا المغيرة ، ولا يصح . قلت : أراد nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب بقوله : " لا نظير لهما " أي ممن اسمه اسم أبو بكر ، وله كنية ، وأما من اشتهر بكنيته ولم يعرف له اسم غيره فكثير ، ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر منهم جماعة ، وأبو بكر بن حزم ولي القضاء والإمرة والموسم لسليمان بن عبد الملك nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : لما ولي nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز الخلافة ولى اسم أبا بكر إمرة المدينة ، فاستقضى اسم أبو بكر ابن عمه على القضاء ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر هو الذي يصلي بالناس ويتولى أمرهم ، وكان يخضب بالحناء والكتم ، توفي سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك ، وهو ابن أربع وثمانين سنة ، روى له الجماعة إلا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، سئل nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين عن حديث عثمان بن حكيم ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال : عرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : مرسل .
قوله : " انظر ما كان من حديث " أي اجمع الذي تجد ، ووقع هنا nindex.php?page=showalam&ids=15087للكشميهني عندك معناه في بلدك قوله : " فاكتبه " فيه إشارة إلى أن ابتداء تدوين الحديث النبوي كان في أيام nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، وكانوا قبل ذلك يعتمدون على الحفظ ، فلما خاف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه - وكان على رأس المائة الأولى - من nindex.php?page=treesubj&link=32125ذهاب العلم بموت العلماء ، رأى أن في تدوينه ضبطا له وإبقاء ، قوله : " فإني " الفاء فيه للتعليل ، قوله : " دروس العلم " بضم الدال من درس يدرس من باب نصر ينصر دروسا ، أي عفى ، ودرست الكتاب أدرسه وأدرسه ; من باب نصر ينصر ، وضرب يضرب ، درسا ودراسة ، ودرس الحنطة درسا ودراسا أي داسها ، قوله : " ولا يقبل " بضم الياء أعني حرف المضارعة ، قوله : " وليفشوا " بصيغة الأمر من الإفشاء ، وهو الإشاعة ، ويجوز فيه تسكين اللام كما في بعض الروايات ، وقوله : " العلم " بالنصب مفعوله ، قوله : " وليجلسوا " بصيغة الأمر أيضا من الجلوس لا من الإجلاس ، ويجوز في لامه التسكين أيضا ، قوله : " حتى يعلم " على صيغة المجهول من التعليم ، أعني بتشديد اللام . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني " حتى يعلم " بفتح حرف المضارعة واللام من العلم ، قوله : " من لا يعلم " بصيغة المعلوم من العلم ، وكلمة من موصولة في محل الرفع ; لأنه فاعل يعلم الذي هو على صيغة المعلوم ، وأما إذا قرئ على صيغة المجهول من التعليم ، فتكون مفعولا ناب عن الفاعل ، فافهم . قوله : " لا يهلك " بفتح حرف المضارعة وكسر اللام ، أي لا يضيع ، وفتح اللام لغة ، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وأبو حيوة وابن أبي إسحاق : ويهلك الحرث والنسل بفتح الياء واللام ورفع الثاء ، قوله : " حتى يكون سرا " أي خفية ، وأراد به كتمان العلم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : في أمر nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز بكتابة حديث النبي عليه الصلاة والسلام خاصة وأن لا يقبل غيره - nindex.php?page=treesubj&link=29611_29204الحض على اتباع السنن وضبطها ; إذ هي الحجة عند الاختلاف ، وفيه : nindex.php?page=treesubj&link=32095ينبغي للعالم نشر العلم وإذاعته .