الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1915 باب: أي يوم يصوم في عاشوراء

                                                                                                                              وهو في النووي في: ( باب صوم يوم عاشوراء ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 11 ج8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس (رضي الله [ ص: 111 ] عنهما ) وهو متوسد رداءه في (زمزم ). فقلت له: أخبرني عن صوم (عاشوراء ). فقال: إذا رأيت هلال (المحرم ) فاعدد. وأصبح يوم التاسع صائما. قلت: هكذا كان (رسول الله ) صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم . ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              فيه: أن يوم عاشوراء هو تاسع المحرم.

                                                                                                                              وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ( التاسع ).

                                                                                                                              وهذا مذهبه رضي الله عنه، ويتأوله على أنه مأخوذ من ( إظماء الإبل ) ؛ فإن العرب تسمي اليوم الثالث من أيام الورد: ( ربعا ). وكذا باقي الأيام على هذه النسبة.

                                                                                                                              فيكون التاسع عشرا ).

                                                                                                                              وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف ؛ إلى أن ( عاشوراء ): هو اليوم (العاشر ) من المحرم.

                                                                                                                              وممن قال ذلك: سعيد بن المسيب، والحسن البصري، ومالك ؛ وأحمد، وإسحاق، وخلائق.

                                                                                                                              [ ص: 112 ] وهذا ظاهر الأحاديث، ومقتضى اللفظ.

                                                                                                                              وأما تقدير أخذه من ( الإظماء ) فبعيد.

                                                                                                                              ثم إن حديث ابن عباس الثاني يرد عليه ؛ لأنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ( عاشوراء )، فذكروا أن اليهود والنصارى تصومه. فقال: إنه في العام المقبل يصوم "التاسع".

                                                                                                                              وهذا تصريح بأن الذي كان يصومه، ليس هو ( التاسع ) ؛ فتعين كونه ( العاشر ).

                                                                                                                              قال الشافعي وأصحابه، وأحمد، وإسحاق، وآخرون: يستحب صوم ( التاسع والعاشر ) جميعا،

                                                                                                                              لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام ( العاشر )، ونوى صيام التاسع.

                                                                                                                              وفي حديث أبي هريرة عند مسلم، في ( كتاب الصلاة ) يرفعه: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله: المحرم".

                                                                                                                              قال بعض أهل العلم: ولعل السبب في صوم ( التاسع ) مع العاشر، أن لا يتشبه باليهود في إفراد ( العاشر ).

                                                                                                                              وفي الحديث: إشارة إلى هذا.

                                                                                                                              وقيل: للاحتياط في تحصيل عاشوراء

                                                                                                                              والأول أولى.

                                                                                                                              [ ص: 113 ]



                                                                                                                              الخدمات العلمية