الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4550 ) فصل : وللإمام أو نائبه أخذ الضالة على وجه الحفظ لصاحبها ; لأن عمر رضي الله عنه حمى موضعا يقال له النقيع لخيل المجاهدين والضوال ، ولأن للإمام نظرا في حفظ مال الغائب ، وفي أخذ هذه حفظ لها عن الهلاك . ولا يلزمه تعريفها ; لأن عمر رضي الله عنه لم يكن يعرف الضوال . ولأنه إذا عرف ذلك ، فمن كانت له ضالة فإنه يجيء إلى موضع الضوال ، فإذا عرف ضالته أقام البينة عليها وأخذها ، ولا يكتفي فيها بالصفة ; لأنها ظاهرة بين الناس ، فيعرف صفاتها من رآها من غير أهلها ، فلا تكون الصفة لها دليلا على ملكه لها

                                                                                                                                            ولأن الضالة قد كانت ظاهرة بين الناس حين كانت في يد مالكها ، فلا يختص هو بمعرفة صفاتها دون غيره ، فلم يكن ذلك دليلا ، ويمكنه إقامة البينة عليها لظهورها للناس ، ومعرفة خلطائه وجيرانه بملكه إياها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية