الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
النوع الحادي والعشرون : nindex.php?page=treesubj&link=29120معرفة الموضوع
وهو المختلق المصنوع
اعلم أن الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة ، ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه ، [ ص: 99 ] بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يحتمل صدقها في الباطن ، حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب ، على ما نبينه قريبا إن شاء الله تعالى .
وإنما يعرف كون الحديث موضوعا بإقرار واضعه ، أو ما يتنزل منزلة إقراره ، وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي ، فقد وضعت أحاديث طويلة يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها .
ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر ( الموضوعات ) في نحو مجلدين ، فأودع فيها كثيرا مما لا دليل على وضعه ، إنما حقه أن يذكر في مطلق الأحاديث الضعيفة .
nindex.php?page=treesubj&link=29120والواضعون للحديث أصناف ، وأعظمهم ضررا قوم من المنسوبين إلى الزهد ، وضعوا الحديث احتسابا فيما زعموا ، فتقبل الناس موضوعاتهم ثقة منهم بهم وركونا إليهم ، ثم نهضت جهابذة الحديث بكشف عوارها ومحو عارها ، والحمد لله .
[ ص: 100 ] وفيما روينا عن الإمام أبي بكر السمعاني : أن بعض الكرامية ذهب إلى جواز nindex.php?page=treesubj&link=29120وضع الحديث في باب الترغيب والترهيب .
ثم إن الواضع ربما صنع كلاما من عند نفسه فرواه ، وربما أخذ كلاما لبعض الحكماء أو غيرهم ، فوضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وربما غلط غالط ، فوقع في شبه الوضع من غير تعمد ، كما وقع لثابت بن موسى الزاهد في حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10348139من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " .
مثال : " روينا عن أبي عصمة - وهو نوح بن أبي مريم - أنه قيل له : " من أين لك عن عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ؟ " ، فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق ، فوضعت هذه الأحاديث حسبة " .
وهكذا حال الحديث الطويل الذي يروى عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن سورة فسورة . بحث باحث عن مخرجه [ ص: 101 ] حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه ، وإن أثر الوضع لبين عليه ، ولقد أخطأ الواحدي المفسر ، ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم ، والله أعلم .