الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
باب إجارة الحمامات . ( قال : رحمه الله ذكر عن عمارة بن عقبة قال : قدمت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وسألني عن مالي فأخبرته أن لي غلمانا حجامين لهم غلة وحماما له غلة فكره لي غلة الحجامين وغلة الحمام وقد تقدم الكلام في كسب الحجام ، فأما غلة الحمام فقد كرهه بعض العلماء رحمهم الله أخذا بظاهر الحديث ) قالوا الحمام بيت الشيطان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم { شر بيت ، تكشف فيه العورات ، وتصب فيه الغسالات والنجاسات } ، ومنهم من فصل بين حمام الرجال وحمام النساء فقالوا : يكره اتخاذ حمام النساء لأنهن منعن من الخروج وأمرن بالقرار في البيوت ، واجتماعهن قلما يخلو عن فتنة وقد روي أن نساء دخلن على عائشة رضي الله عنها فقالت : أنتن من اللاتي يدخلن الحمام وأمرت بإخراجهن ، والصحيح عندنا أنه لا بأس باتخاذ الحمام للرجال والنساء جميعا للحاجة إلى ذلك خصوصا في ديارنا والحاجة في حق النساء أظهر لأن المرأة تحتاج إلى الاغتسال من الحيض والنفاس والجنابة ولا تتمكن من ذلك إلا في الأنهار [ ص: 157 ] والحياض كما يتمكن منه الرجل ولأن المطلوب به معنى الزينة بإزالة الدرن وحاجة النساء فيما يرجع إلى الزينة أكثر وقد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم { دخل حمام الجحفة } وتأويل ما روي من كراهة الدخول إذا كان مكشوف العورة ، فأما بعد الستر فلا بأس بدخول الحمام ولا كراهة في غلة الحمام كما لا كراهة في غلة الدور والحوانيت .

التالي السابق


الخدمات العلمية