الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير : فإن يصرف عنك ذلك العذاب فقد قرت عينك ، عطف عليه دليلا آخر لأنه لا يجوز في العقل أن يتخذ غيره وليا ، فقال معمما للحكم في ذلك العذاب وغيره مبينا أنه لا مخلص لمن أوقع به : وإن يمسسك الله أي : الملك الأعظم الذي لا كفؤ له ، ولما كان المقام للترهيب ، قدم قوله : بضر أي : هنا أو هناك فلا كاشف له أصلا بوجه من الوجوه إلا هو أي : لأنه لا كفؤ له ؛ فهو قادر على إيقاعه ، ولا يقدر غيره على دفاعه ؛ لأنه على كل شيء قدير وإن يمسسك بخير أي : في أي وقت أراد .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان القياس على الأول موجبا لأن يكون الجزاء : فلا مانع له ، كان وصفه من صفة قوله فهو على كل شيء أي : من ذلك وغيره قدير ولا يقدر غيره على منعه ، منبها على أن رحمته سبحانه سبقت غضبه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية